ضحايا السيول في "كيهيدي" يشكون ضعف التدخل الرسمي ونقص المؤن
بعض مشردي السيول في ثانوية كيهيدي التي نقلوا اليها بعد أن غمرت المياه منازلهم
|
(ونا) إمام الدين ولدأحمدو- كيهيدى
اجبرت مياه الأمطار والسيول المئات من الأسر فى مدينة "كيهيدى " على مغادرة مساكنهم التى غمرتها المياه واللجوء إلى مباني الثانوية التي خصصتها السلطات المحلية لائيوائهم.
وقد غمرت المياه أحياء "وندام" و"رك المطار"، مخلفة ورائها عشرات المساكن المدمرة والأسر المعدمة.
وتقول "السالمة بنت أمخيطرات" احدى المنكوبين وهي تلتقط أنفاسها من هول ما أصابها "لقد دمرت مياه الأمطار بيتى الذى بنيته بصعوبة بالغة منذ ما يقارب عشرين سنة، لقد أصبحت مشردة وأعتقد أن إقامتي فى هذا المكان"الثانوية" لن تدوم طويلا".
وتتسائل منت أمخيطرات"80"عاما، "أين سأذهب لقد فقدت كل ممتلكاتى المتواضعة جدا".
ورغم أن منت أمخيطرت لا تنكر التدخل السريع للمنظمات الخيرية الإسلامية التى سابقت إلى زيارة المنطقة وفى مقدمتها جمعية الخير، إلا أنها لا تخفى تذمرها من ضعف التدخل الرسمي".
وتقول "عيشة منت أمحميد"، إن سلطات الولاية يقومون بحجز مئات الأسر فى وضعية بائسة بمباني الثانوية دون تقديم أي عون.
وتشكو منت أمحميد من نقص المؤن و الأغذية، قائلة "الأطفال الصغار هم الأهم ونحن عاجزون عن تقديم المساعدة لهم..لقد خسرنا كل شيئ".
مئات الأسر التى نزحت من الأحياء المنكوبة لجئت إلى مبانى ثانوية كهيدى فى وضعية صعبة جدا، حيث تتقاسم عدة أسر قسم دراسى واحد، بينما تتوزع عشرات الأسر على باحات الحجرات الدراسية، وتفترش الغالبية منهم التراب أمام الحجرات الدراسية.
وتقول "منت أمخيطرات" إنها حصلت بصعوبة بالغة على أسمال بالية تقيها حر الشمس وهي تفترش رفقة أبناءها الستة بقية الأسمال التى حصلت عليها بصعوبة.
وطول وجودنا فى مبانى الثانية التى لم تدم طويلا لأسباب خارجة عن إرادتنا، كانت العشرات من الأسر تتنافس على التحدث إلينا مصرة على المبالغة فى إنتقاد الوضع وصب جام غضبها على سلطات الولاية التى لم تحرك ساكنا لإغاثة مئات الأسر على حد تعبير منت أمخيطرات القادمة من حي "رك المطار".
وتعانى غالبية الأسر من نقص المياه الصالحة للشرب وسط مخاوف من إنتشار بعض الأمراض المعدية بسبب إستهلاك المياه الملوثة.
هيئات الإغاثة الغائب الأكبر...
غياب السطات الرسمية فى البلد يضاف إليه غياب المنظمات الإغاثية ، ويقول بعض الذين تحدثوا إلى "ونا" إن جمعية الخير ورئيسها اسحاق ولد الكحيل كان الوحيد الذى زار المتضرررين فى ثانوية كهيدى حتى كتابة هذه السطور.
وقد قام وفد من حزب تواصل بزيارة تضامن ومؤازرة للمتضررين الموجودين فى مراكز الإيواء.
ويؤكد المتضررون أن وضعيتهم تثير الشفقة وأن واجب كل المسلمين خصوصا فى هذا الشهر المبارك مد يد العون والمساعدة لإغاثة مئات الأسر المنكوبة.
وأثناء إعدادنا لهذا التقرير تم إستدعائنا من طرف والى ولاية كوركول وحاكم مقاطعة كهيدى وطلب منا وقف التصوير.
التصوير محظور...
وكانت السلطات الإدارية في ولاية كوركول قد منعت زوال اليوم الخميس مندوب وكالة نواكشوط للأنباء ووكالة الأخبار المستقلة من تصوير ضحايا الفيضانات في مدينة كيهيدي بحجة أن هناك مناظر بائسة لا ينبغي بثها للعالم الخارجي.
واستدعى والي لاية كوركل محمد ولد المداني وحاكم كيهيدي الزميلين وأبلغاهما بضرورة وقف عملهما في الولاية بحجة أن المشردين بسبب الفيضانات ـ حسب الوالي ـ يعيشون ظروفا سيئة وبعضهم يفترش الأرض، ولا ينبغي نشر صورهم، كما أبلغهما أن عليهما التوقف عن التصور إلى حين الاتصال بوزارة الاتصال، متعهدا بالاتصال بهما لاحقا لتسوية الأمر وه ما لم يحدث.
ولم يقدم الوالي أي مبرر لتصرفه باستثناء محاولة حجب حقيقة وضع الضحايا المشردين جراء السيول في مدينة كيهيدي، وهو وضع لا يتحمل الوالي ولا السلطات مسؤولية عنه، بقدر ما هو نتيجة طبيعية للتساقطات المطرية التي شهدتها المدينة.
 |
تاريخ الإضافة: 20-08-2010 15:16:08 |
القراءة رقم : 482 |