"كامور" و"السياسة" و"لكريع".. في مواجهة الطوفان (تقرير ميداني)

(ونا) إمام الدين ولد أحمدو ـ كامور
تواصل السيول الجارفة عبثها بالقرى والمدن والممتلكات في وسط البلاد، مخلفة أضرار مادية كبيرة، ومهددة بتفاقم الأوضاع مع احتمال مزيد من التساقطات المطرية، وتواضع التحرك الرسمي حتى الآن بالمقارنة مع حجم الكارثة.

ففي ولاية لعصابة، حيث اجتاحت الفيضانات عشرات المنازل وواحات النخيل فى "كامور" و"السياسية" و"لكريع"، حيث قطعت الطريق صباح اليوم الأربعاء للمرة الثانية بشكل نهائى بعد أن غرمت السيول الطريق الفرعي الذي شقته الشركة الوطنية لصيانة الطرق، والمخصص للسيارات الصغيرة والعابرة للصحاري، دون أن يسمح للشاحنات بالمرور منه،.
وتوجد على حافة الطريق بين لضفتي الوادي ـ كما يسميها السكان ـ المئات من الشاحنات والعربات الكبيرة التى لايخفى أصحابها غضبهم من ما يسمونه تأخر السلطات العمومية فى مواجهة الكارثة.
ويقول أحد سائقى الشاحنات الكبيرة الذى يوجد فى الإنتظار منذ أربعة أيام، إن الأمور وصلت حد الكارثة، مؤكدا أن البضائع التى تحملها الشاحنات تعرض الكثير من حمولتها للإتلاف.
وقد تجمع عند صالة "كامور" المئات من المواطنين مطالبين السلطات الرسمية فى البلد بالتدخل العاجل قبل ان تصل الأمور حد الكارثة، ويؤكدون أن ما تم القيام به حتى الآن من قبل الشركة الوطنية لصيانة الطرق لم يساهم فى فتح الطريق أمام حركة السيارات والشاحنات الكبيرة، وقد إشتاحت السيول صباح اليوم الأربعاء ما تم إنجازه خلال الأيام الماضية.
ويقول أحد المواطنين إن السلطات الرسمية هي الغائب الأكبر فى هذه الكارثة التى تتعرض لها بلدية كامور والقرى المجاورة لها.
عمدة بلدية كامور وجه نداء إستغاثة إلى السلطات الرسمية، مطالبا بتدخل عاجل لإنقاذ المئات من المواطنين الذين يعيشون هذه الأيام فى وضعية صعبة جدا، وطالب عمدة كامور بمراعاة الظروف الصعبة للمواطنين وأن يكون التدخل فى حجم الخسائر التى تعرض لها سكان بلديته.
وطالب إمام المسجد الجامع فى كامور بتعويض العشرات من الأسر التى فقدت منازلها وفقدت معها العديد من واحات النخيل التى يعتمد عليها الكثير من المواطنين.

فى مواجهة العزلة
العشرات من مواطنى كامور تجمعوا عند "أعوينت لحبار" للمساعدة فى إغاثة السيارات التى جرفت السيول العديد منها، ويحاول المواطنون بوسائلهم الخاصة حماية السد الموجود عند "أعوينت لحبار" لإنقاذ المدينة من الحصار التام الذى تواجهه فى حالة سد الطريق الذى أفتتح مؤخرا بعد أن دمر السد الآخر بالكامل.
مصاب قوم عند قوم فوائد
مندوب"وكالة نواكشوط للأنباء" التقى العديد من الشباب الذين يمتدحون ـ على سبيل النكاية ـ الوضع الجديد، قائلين إنها فرصة عمل لاتعوض خصوصا فى ظل إرتفاع معدلات البطالة.
ويقوم الشباب بمساعدة المئات من السيارات فى عبور سد "السياسة" مقابل مبالغ مالية محددة، ويرتفع السعر ليصل 3000 أوقية كلما كان دفع السيول أكثر قوة.
أحد سائقي سيارات الأجرة بدا غاضبا وهو يكيل التهم والشتائم للسلطات التي قال إنها تأخرت في فتح الطريق أمامه وهو يحمل سيدة اضطرت لوضع حملها في الطريق بعد تعذر إيصالها بالسرعة المطلوبة إلى مستشفى كرو.

تاريخ الإضافة: 18-08-2010 23:05:36	القراءة رقم : 1819