منظمة اليونيسيف: مساهمة في الجهد التنموي
إذا كان المقرر الخاص بالحقوق في التغذية علي مستوي الأمم المتحدة قد أطلق صرخة خوف من نشوء أزمة غذائية عالمية فان لذلك ما يبرره فارتفاع الأسعار وخاصة بالنسبة للطبقات محدودة الدخل أو عديمة الدخل إذا تعلق الأمر ببلد كموريتانيا يعيش فيه المواطن تحت خط الفقر, فان لهذه التخوفات أسبابها ومبرراتها خاصة مع ظاهرة التغير المناخي –حرائق روسيا والفيضانات في كندا كلها ظواهر مناخية لها انعكاساتها المباشرة علي توفر المواد الأولية للتغذية وكذا علي أسعارها, إلا أن تخوفه هذا هو جزء من المنظومة العامة للممولين الدوليين فسواء تم تدخلها تحت اسم التنمية أو التعليم أو الصحة فهذه المفاهيم تتكامل فيما بينها لتشكل محاربة الفقر والجوع وهذا ماعمدت إليه منظمة اليونيسيف ولكن بطريقة أكثر مباشرة من ذي قبل.
فالزائر لمناطق تدخل هذه الهيئة يفاجأ بمستوي تركيز هذه الهيئة علي معالجة ظاهرة سوء التغذية وبصفة خاصة في منطقة الحوض الغربي حيث يجد سوء التغذية احد أوكاره.
فبالتعاون مع البرنامج العالمي للأغذية تشرف اليونيسيف علي تنفيذ برنامج من تمويل البرنامج الاسباني لمحاربة الجوع وسوء تغذية الأطفال في موريتانيا والذي يتم تنفيذه من طرف القطاعات الوزارية المعنية , والمكلفة بمتابعة هذا البرنامج ولم تقتصر أنشطتها عند هذا الحد ففي مراكز التغذية هذه يخضع الطفل إلي نظام دقيق يأخذ في الاعتبار
. مقاربة فعالة وملزمة ليس فحسب للمواطن الذي هو بأمس الحاجة لإعادة تربيته ليعي من هو وكيف يحافظ علي تغذية سليمة تستجيب لمتطلبات جسمه فالعقل السليم في الجسم السليم ولن يتم ذلك إلا بالمحافظة علي نمو الطفل منذ نشأته وحني عمر 5 سنوات علي الأقل فتصحيح البدايات هو شرط معروف للوصول إلي نهايات سليم,
وبالتالي فان هذه الطريقة لابد فيها من تكامل أي إدراج كل الشركاء المحليين وخاصة المنظمات غير الحكومية المقيمة في الولاية والتي منها ما هوني وما هو عالمي,
فتدخل هذه الهيئة إلي جانب الاهتمام بالطفل والأمهات الحوامل والطبقات الأكثر فقرا فان هذا الدعم يمتد إلي المساحات المزروعة والحواجز الرملية والخزانات الحبوب إبان فترة الصيف التي يجف قيها المرعي وكذا في فصل الخريف حيث تكون الطرق مغمورة بالمياه وعندها يقضي السكان فترة تناهز ثلاثة أشهر مقيمين في قراهم دون أن يتمكنوا من الخروج للتسوق,
نخلص من هذه الحصيلة إلي أن هذه الإستراتيجية قد أخذت في الحسبان جل الأبعاد التي يمكن من خلالها السيطرة علي هذه الظاهرة أو الحد منها بشكل سريع وفعال, ولذا فانه يتعين علي قطاعات الدولة والفاعلين المدنيين مساعدتها حني يتسنى خلق وعي لدي المواطن يمكنه من إدخال مفاهيم جديدة في حياته اليومية تمكنه من التغلب ولو نسبيا علي الجوع والإسهام في عملية تنموية ناجحة
أم محمد
تاريخ الإضافة: 2011-02-07 17:56:50 |
القراءة رقم : 529 |