يصفونه بالجزار ويقولون "إنه لساحر" ضحاياه يرقدون على فراش الموت "أمبودج" من طبيب إلى قاتل..
على سريره في إحدى غرف قسم الأطفال بالمستشفي الوطني يرقد الطفل سيد محمد ولد محمد سالم، وعن يمينه يجلس والده والألم يعتصر قلبه لرؤيته لفلذة كبده وهو يرقد على فراش الموت عظاما نخرة بعد أشهر من المعاناة بسبب كسر أصيب به وعلاج كان ضرره أكثر من نفعه... غرفة أخرى لا تبعد عن هذه إلا أمتارا قليلة فيها على فراش الموت أيضا يرقد الطفل عثمان ولد السالم القادم من قرية بوغبره وهو يتقلب ذات اليمين وذات الشمال يصرخ من فرط ألمه وغير بعيد منه يجلس والده وقد اغرورقت عيناه بالدمع لمأساة ابنه الذي تحول من طائر حر يملأ بيته بالحركية والنشاط إلى عاجز يوزع الألم والمعاناة عدلا بين أهله وزواره...
هذان الطفلان البريئان ضحيتان كما يقول ذووهما لمشعوذ يقطن في مدينة بوكي اسمه امبودج ذاع صيته حسب زواره بقدرته الفائقة على شفاء مرضاه بينما يقول المتضررون منه أنه "لساحر".
كتب: بون ولد أميده
الضحايا في المستشفي..
قبل أيام قليلة وصل إلى المستشفي الوطني الطفل سيد محمد ولد محمد سالم أحد ضحايا المشعوذ "امبودج" ويعاني من كسر في رجله وقد وصل إلى المستشفي حسب ذويه بعد أن امضي أياما كثيرة وهو يتلقى العلاج على يد من يسميه والده بالمشعوذ المدعو امبودج ويؤكد والد الطفل أن بعض جيرانه نصحوه بعدم التوجه إلى المستشفي والانتقال بابنه إلى هذا المشعوذ الذائع الصيت لقدرته الفائقة على شفاء زواره ومرضاه خاصة المصابين بالكسور أيا كان نوعها ومهما كانت حدتها وخطورتها، ويبين والد الطفل القادم من قرية بوحديده التابعة لولاية لبراكنه أن ابنه استقبل من طرف المشعوذ بعلاج أفقده الوعي لمدة طويلة مبينا أن الطريقة التي تعامل بها مع الكسر ومن شدة الألم دفعت بالطفل إلى أن يغيب عن الوعي لمدة طويلة وبعد أيام من التردد عليه أدرك والد الطفل أن ابنه لم تتحسن حالته بقدر ما ساءت الأمر الذي دفع به إلى مغادرة هذا الطبيب أو المشعوذ والتوجه إلى نواكشوط وهنا في نواكشوط أدرك والد الطفل سيد محمد ولد محمد سالم أن ابنه كاد يفقد حياته بسبب الطريقة التي كان يعامل بها من طرف طبيبه وأشار عليه الأطباء بضرورة الإسراع في أتباع نظام معين حتى يتمكن الأطباء من إنقاذه لأنه وصل مرحلة حرجة، لم يكن الطفل سيد محمد ولد محمد سالم الضحية الوحيدة إذ ينضاف إليه عثمان ولد السالم أحد الضحايا الجدد للمشعوذ امبودج حسب والد عثمان ولد السالم فإن ابنه ونتيجة للإهمال الكبير الذي عومل به من طرف المشعوذ امبودج أصيب بتعفن في كسره ويعاني من آلام شديدة تمنعه من النوم ويرجعها ذووه إلى الطريقة التي عومل بها من طرف المشعوذ امبودج .
ضحايا سابقون..
بحسب السيد "ح ، ا" فإن المشعوذ امبودج ليس طبيبا كما يدعي البعض إنما هو مجرم يجب التعامل معه بحذر ويطالب "ح، ا" بضرورة إحالته للعدالة لتتم معاقبته على الجرائم التي يذكر منها كان السبب في وفاة السيدة " ت ل" التي سافرت إليه من قرية بوحديده بعد ما أصيبت بكسر في رجلها وبسبب الإهمال الذي قوبلت به من طرفه زادت حالتها سوءا وتعفن كسرها وأسلمت الروح لباريها في المستشفي الوطني بعد أن عجز الأطباء فيه عن إنقاذها نتيجة لسوء وضعية كسرها ولما وصلت إليه وقت ذاك من مراحل متقدمة عجزت كل التدخلات الطبية عن إنقاذها ويضيف "ح ، ا" أن جرائم المشعوذ امبودج لم تتوقف عند هذا الحد حيث كاد أن يتسبب في قتل المعلم" ا،آ" الذي أصيب هو الآخر بكسر نقل على إثره إلى هذا المشعوذ صيف العام 2006 وبعد شهر ويزيد من الذهاب والعودة إلى هذا المشعوذ اضطر أقارب " أ،آ " إلى نقله لمستشفي ألاك حيث قام الأطباء هناك بتمكينهم من رفع إلى مدينة انواكشوط وبعد أشهر من العالج تحسنت حالته الصحية وعاد لعمله بعد ان انفق من الوقت الكثير في علاج لم تكن له من فوائد تذكر.
يتابع ح ا قوله أن الدولة الموريتانية والسلطات كأنما تتلذذ بعذابات مواطنيها قياسا إلى عدم تدخلها لكبح جماح هذا المجرم الذي حمله المسؤولية كاملة عن عدد كبير من حالات الموت بسبب وصفاته العلاجية وتدخلاته غير الناجحة مضيفا أن هذا المشعوذ معروفا في بوكي وفي مختلف القرى والمدن المحيطة بها ويعمل في هذا المجال منذ أربعين سنة ولا أحد يتدخل لإنقاذ المواطنين من براثينه ويؤكد على أنه يحصل على مبلغ 4000أوقية عن كل استشارة في منزله الذي يتخذه عيادة يمارس فيها شعوذته هذه مضيفا أن ساكنة بوكي والسلطات على علم بهذه العيادة التي لا ترخيص لها والموجودة في حي "لكل صاف با" قرب صونادير .
Date publication : 2010-05-10 15:26:32 |
Lecture N°: 6520 |