هدمت منازلهم وشردت أسرهم.... " ساكنة حي مشروع الهدى في توجنين يستنجدون لحمايتهم من بطش الجرافات"
يتفقد ويتأمل في حطام منزله المدمر
|
في حدود الساعة الثانية من يوم الثلاثاء الماضي كان سكان حي مشروع الهدى في توجنين على موعد مع جرافة تهدم الأشجار والبيوت والأعرشة... فساكنة الحي الواقع على حافتي الطريق الرابط بين مقاطعتي دار النعيم وتوجنين وعلى بعد 600م من الطريق المعبد قبالة الحي الإداري شردت أسرهم وهدمت منازلهم أمام أعينهم وعلى ما في داخلها من الأمتعة والعفش حسب قولهم.
السيد محمد ولد احمد يقول" إنه في هذا الحي يقطن منذ العام 1980 ويعيل أسرته الضعيفة، تم هدم منزله من قبل الجرافة التي يقودها أجنبي يحمل الجنسية التركية وبأوامر من فرقة من الحرس الوطني ترافق الجرافة وبمرأى من السلطات الإدارية ( الوالي، الحاكم مقاطعة توجنين) حيث لم يبق له من منزله ولا أمتعته سيئ والآن في العراء رفقة أفراد أسرته ولا أملك القدرة على شراء أرض ولا تأجير منزل ، وسأظل هنا حتى يأتي الفرج من من قال إنه رئيس الفقراء".
في حين تروي مريم بنت الداه أنها تقطن في الحي منذ العام 1986م ولم تبلغ بإشعار من قبل السلطات بإخلاء المكان قبل هدمه وتركها دون مأوى وتستنجد بالسلطات العليا في البلد، مذكرة الرئيس بأن الفقراء هم من يسكن الأحياء العشوائية.
بدوره يقول الخال ولد امخيطرات أنه يقيم في الحي منذ العام 1998 وأن ما رآه من هدم لم يكن
يخطر على باله، والغريب في الأمر أن بعض البيوت تهدم من دون معرفة ما بداخلها.
أما مريم بنت محمد عبد الله ولد بن عوف فتحكي أنها في الحي منذ عام 1984م وأنها لم تشعر بهذه العملية قبل بدايتها، وحاولت التعرض للجرافة فجرى شجار بينها واحد الحرس.
نفس الحال وقع مع الغالية التي تقطن في الحي منذ ما يزيد على ثلاثة عقود من الزمن، إلاأن حالها يختلف عن الباقين عند وقت الهدم حيث أختها تزاحم آلام الولادة ولم يشفع لها ذلك من هدم منزلها وتركها في لفح الشمس. تزداد شكاوى أهل الحي عندما يتذكرون أنهم منتظمون بطريقة رسمية في اتحاد الهدى للبيئة في توجنين الذي يضم42 تعاونية والذي ساهم في تثبيت الرمال في هذه المنطقة، إضافة إلى تعاملهم مع شرطي المسمى بون الذي يأخذ مقابل إذن البناء 5000 أوقية والذي خدعهم عندما ادعى حمود الأرض بوصفه عامل من عمال هذا الحزام مدعيا ملكية الأرض ودليلهم على ذلك ردود حاكم المقاطعة عندما قدموا له شكوى من الشرطي بون عندما أجابهم عودوا إلى بون.
إضافة إلى أن بعض السكان يزاول الزراعة في هذه الرمال كما هو حال مريم بنت سك التي تقطن في الحي منذ عام 1991م.
سكان الحي يعتبرون أن الدولة عن طريق هذا الفعل تساهم في فتح فوضى عارمة أولها قلع الأشجار المثبتة للرمال وثانيها إتاحة الفرصة للبعض في إدعاء الأرض فهي بذلك لم تراع قيمة الحزام الذي صرف فيه ما يناهز ملياري أوقية وهو ثالث حزام مثبت للرمال في العاصمة مطالبين الدولة بالتعويض الكامل لما بذلوه من جهود مادية في هذا الحي سواء ما تعلق بالحزام أو المباني التي هدمت. ويتساءل بعض أعضاء مكتب اتحاد التعاونيات عن أسباب هذا العمل الذي استهدف مجموعة من الأسر الضعيفة والتي شاركت في استقبال رئيس السودان الأسبوع الماضي وكانت سندا للرئيس في الانتخابات الرئاسية.
وتجدر الإشارة أنه في يوم 12 أكتوبر 2000 تمت معاينة اتحاد تعاونية الهدى من قبل رئيس مصلحة البيئة رفقة بعض طاقمه فقيم هذا العمل وأثنى على أصحابه مقدرا هذه الجهود الفعالة في محاربة التصحر والتي قامت بها هذه التعاونيات الفقيرة، وأنه من الواجب التشجيع والمساعدة المادية للحث على مثل هذه المبادرات ومضاعفتها للتتفشى لصالح وسطنا الطبيعي، إلا أنه وللأسف تحول التشجيع إلى تدمير والتقدير إلى تشريد فأي حال ينتظر هؤلاء الأسر المساكين بعد ما حل بهم من هدم ودمار؟ .وخصوصا في تجدد الاشتباكات في اليوم الثاني بين أهل الحي والقائمين على عملية الهدم.
وقد تقدم سكان الحي بالنداء التالي:
نداء استغاثة
لرئيس الجمهورية والبرلمانيين والقضاة والصحافة .
أوقفوا ظلم والي انواكشوط، او قفوا دمار ديارنا وخراب حزامنا، نطلب منكم إيقاف الدمار الجاري الغاشم في حق مئات الأسر الفقيرة القاطنين منذ 1982 والمنتظمة رمسيا لتثبيت الرمال بجهودهم الخاصة، إن مئات المواطنين الفقراء أصبحوا في العراء في هذا البرد الغارس بدون أي إجراء قانوني.
الطالب جدو ولد خطري
Date publication : 2010-01-02 14:10:20 |
Lecture N°: 2998 |