إجازة أول باحث موريتاني من جامعة اكستر البريطانية بتقدير ممتاز في تحليل الخطاب
نال الباحث الموريتاني الاستاذ المختار ولد حنده درجة الدكتوراه في تحليل الخطاب بتقدير ممتاز ، بعد مناقشة أطروحته مساء اليوم 30/6/2009 في جامعة اكستر البريطانية عن بحثه الموسوم : توصيف المساق في التعليم العالي: دراسة نقدية و تأويلية ، و تكونت لجنة المناقشة من المشرف د. مالكولم ماكونالد ، وبعضوية د.بول وكنز جامعة اكسفورد و دكتوره سوزن رايلي جامعة اكستر .وتعتبر هذه أول أطروحة دكتوراه في العلوم الانسانية يتقدم بها باحث موريتاني في الجامعات البريطانية .
و يذكر أن الاستاذ الباحث المختار ولد حنده متحصل على
الماجستير في اللغة الانجليزية " اللسانيات " بتقدير ممتاز من أكاديمية
الدراسات العليا الليبية منذ سنة 2003 ، وقد عمل كأستاذ
في عدة جامعات ومؤسسات أكاديمية عربية في الجماهيرية الليبية و الامارات العربية المتحدة .
وفي ملخص بحثه يقول الباحث الموريتاني :
دأب المدرس في معظم مؤسسات التعليم العالي على إعداد ورقة تسمي " توصيف المساق" و تقديمها للطالب قبل تدريس المساق . و تهدف هذه الورقة إلى تزويد الطالب بمعلومات مسبقة عن المساق تتعلق على سبيل المثال باسمه و أهدافه و مخرجاته و محتواه و طرق تدريسه و تقييمه. و بالرغم من الأهمية البالغة لهذه الورقة إلا أنها لم تحظ بعد بالعناية اللازمة في مجال تحليل الخطاب باستثناء ذكر مقتضب لها في الدراستين Elliot (1997) و .Swales (1990)
لذا جاء القصد من وراء هذه الدراسة لملء ذلك الفراغ المعرفي بتحليل هذه الورقة في سياق مؤسسات التعليم العالي بدولة الإمارات العربية المتحدة. و قد اعتمدت الدراسة في تحليلها لهذه الورقة على بعض المناهج من أبرزها منهج ميشل فوكو في فهم الخطاب، و على المنهجين النقدي و التأويلي . و قد تمت دراسة نص الورقة وآراء المدرسين و الطلاب الذين يستخدمونها في مؤسسات التعليم العالي بالإمارات العربية المتحدة . و تمت الاستعانة على مستوي التحليل بمدرستين معروفتين في حقل تحليل الخطاب هما مدرسة اللسانيات التركيبية و الوظيفية مع Michael Halliday ، ومدرسة الخطاب التربوي مع .Basil Bernstein
من منظور اللسانيات التركيبية الوظيفية تمت دراسة النص من خلال ثلاثة متغيرات رئيسة : هي المتغير المعنوي والمتغير الاجتماعي والمتغير الشكلي . و قد بينت الدراسة ، من المنظور الأول ، أن النص وإن كان يهتم أساسا بتقديم معلومات عن المساق إلا أنه يختزل شخصية الطالب في كونه كائنا دارسا فقط وليس مفكرا أو عارفا . كما بينت أيضا أن النص يغلب عليه استعمال الأسلوب السردي مع ورود كثير من الفقرات الاجبارية.
أما من منظور مدرسة الخطاب التربوي فقد تمت دراسة جوانب خطابية أخرى مثل دور النص في التعليم و عمليات إنتاجه و إعادة إنتاجه و تداوله في مؤسسات التعليم العالي . و تبين في هذا الصدد أن دور النص الأساسي تنظيمي أكثر مما هو وصفي . كما تبين من جهة أخرى أنه فرض من طرف هيئة الاعتماد الأكاديمي باعتباره نتيجة من نتائج العولمة. و بحسب ما يراه المدرسون والطلاب يجب تحسين ظروف استعماله أو التخلي عنه.
و بشكل عام، تكمن مساهمة الدراسة في تبني مفهوم للخطاب يتجاوز المكتوب و الملفوظ إلي القواعد التاريخية و الاجتماعية التي تشكلهما و تتحكم فيهما . و يترتب على فهم الخطاب على هذا النحو توسيع مفهوم النص اللغوي ليشمل ليس فقط ما يكتبه و يتحدث به الكاتب أو المتكلم ، بل أيضا أفعال مصدر النص و متلقيه ومعتقداتهما في لحظة إنتاج الفعل اللغوي.
| تاريخ الإضافة: 2009-07-01 13:18:44 |
القراءة رقم : 2492 |
