اضغط هنا

المجلس الأعلى يقترح استقالة رئيسه قبل ترشحه و"التكتل" يرفض: "سباق بروكسيل باريس".. اللحظات الحاسمة   مقتل الناشط الموريتاني في تنظيم القاعدة إسلم ولد عبيد في مواجهات مع الجيش الجزائري   "مهرجان ثقافة الرحل في شنقيط": حضر العشرات من أوربا و غابت وزارة السياحة!   اهتمامات الصحف الصادرة صباح اليوم   عودة أزيد من ثمانية آلاف لاجئ حتى الآن من السنغال   النيابة ترد على هيئة الدفاع عن ولد خطري وتتهم الأخير بالتعامل مع شركة وهمية تعود لنجل الرئيس السابق   "الصواب"يطالب حكام المغرب العربي بتجاوز خلافاتهم لصالح بناء الاتحاد المغاربي   اهتمامات الصحف الصادرة اليوم   الجامعة العربية تؤكد خلافها مع الاتحاد الإفريقي بشأن فرض عقوبات على موريتانيا   "التكتل" يجدد تمسكه بمبادرته لحل الأزمة السياسية  
البحث

الجريدة
الموقع القديم
تــقـــاريـــر

صناعة الخيام الموريتانية " تقليد يحافظ على أصالته"

اضغط لصورة أكبر
إحدى النسوة العاملة في ميدان صناعة الخيام

نواكشوط-إمام الدين ولد أحمدو
بالقرب من مسجد "المغرب" وعلى مقربة من دار الشباب الجديدة،تفوح رائحة التراث والأصالة من ذلك السوق الذي يأوى نسوة قادمات من أنحاء مختلفة وأماكن شتى،ربما القاسم الوحيد المشترك بينهن هو الحاجة الماسة إلى العمل اليدوي،الذي قد لا تدفع إليه ضرورة صيانة وخدمة التراث الوطني بقدر ما تدفع إليه الفاقة وتزايد أعباء الحياة في البلد
.
 

ولذا ربما لا تدرك "فاطمة" ذات 70 عاما، أنها بصناعتها تحافظ علي موروث ثقافي توارثته الأجيال كابر عن كابر، يعكس رغم متغيرات الحياة مظاهر البداوة الحقيقية في أبهى تجلياتها.
رب ضارة نافعة..
مشهد لمجموعة من النسوة جمعتهن الرغبة في الاعتماد علي مصدر رزق يكتسبن منه قوتهن اليومي لمواجهة أعباء الحياة الصعبة،يرى فيه البعض لتبعثره ونفاياته مشهدا لا يساعد في المحافظة على وجه حضاري كان ينبغي أن يحفظ لعاصمة البلد،إلا أنه وكما يقول:المختار "فرب ضارة نافعة، فالكثير من المسلكيات المشينة التي لا تحفظ للبلد تراثا ولا حضارة توجد على مرأى ومسمع الجميع فكيف إذا كان هذا السلوك على الأقل يحفظ أصالة وتراث بلد الخيمة والشعر والنخيل؟"،ويرى المختار أن "الوزارة المعنية بالمحافظة على التراث وصيانة ثقافة البلد مطالبة بالمحافظة على صيانة هذا التقليد بتطويره وإعطاءه العوامل المساعدة على دعمه وصيانته ليكون واجهة للبلد تعبر عن ثقافته وأصالته الضاربة الجذور فى القدم".
عن نفسها تتحدث...
السيدة "أم الخير بنت ابيليل" إحدى المتخصصات في صناعة الخيام تتحدث عن نفسها :"أمارس مهنة خياطة الخيام منذ 20 سنة،وأعتبر أن موسم الخريف والكيطنة هو موسم رواج هذه المهنة،كما أنه فى أيام الحملات الانتخابية تزداد الطلبات علينا من قبل الزبناء، وفي بعض الأحيان نعجز عن تلبية كافة حاجياتهم"، وتضيف هند زميلتها قائلة "من يقوم بصناعة الخيام محترف في نظري" .
وعن كيفية صناعتها تقول"نأخذ حسب القياس المطلوب كمية من القماش الأبيض المسمى محليا ب "مليكان" ثم نضيف إليه طبقتان من "الملاحف" وطبقة من القماش أخرى مزخرفة من أجل زينة الخيمة"،وتستدرك قائلة"نحن فى أمس الحاجة إلى دعم الدولة لاقتناء آلات الخياطة،و لنتمكن من إيجار محلات تقينا لفح الشمس الحارقة،كما أننا نعاني ظروف حياتية صعبة وقاسية"، وتعلق ليلى بنت الداه على هذا الحديث قائلة:"هذه المهنة رائجة في غالب الأزمان،لكن الذي يختلف هو طلبات الزبائن، فمنهم من يفضل إيجار خيمة فقط،وهنا تختلف المعاملة،فالخيمة المستعملة تؤجر لليلة الواحدة بسعر 2000 أوقية، بينما يصل سعر إيجار الخيمة غير المستعملة إلى 5000 أوقية وقد يتجاوزها إلى 8000 أوقية.
وإذا أراد الزبون الشراء فيصل ثمنها إلى 45000 أوقية لقياس 20 متر ، و 20000 أوقية لقياس 49,21 قدم ، بينما يصل سعر قياس 10 أو 8 أمتار إلى مبلغ 15000 أوقية.
وتضيف السيدة أم الخير بنت ابيليل بأن لديهم كافة أنواع الخيام التي تعتبرها رائعة الجمال،ويمكن تقسيمها إلى شكلين معروفين محليا بخيام "الجيف والوبر".
وقد أجمعت بائعات الخيام على المطالبة بالمحافظة على هذه الصناعة الهامة لصيانة الثقافة المحلية وتطويرها لتضاهى مثيلاتها العالمية.
الصناعة التقليدية.."حرفة تقاوم"..
صناعة الخيمة إذن تدخل ضمن الصناعة التقليدية القديمة،تلك الحرفة التي تشكل تراثا تاريخيا للرحل الصحراويين، غير أن أنماط المنتجات ومسالك تسويقها تعرف في الوقت الراهن تحولات عميقة من جراء استقرار الرحل وتغيير السلوك الاستهلاكي،حسب ما جاء في موقع بوابة الصحراء.
وترتكز الصناعة التقليدية في هذه المناطق على تحويل جلد الماعز و الإبل والفضة و العاجات الملونة والطين المحلي من طرف الصناع التقليديون إلى منتوجات نفعية أو تحف فنية ( حلي و منتوجات نحاسية...).
أما على مستوى المصنوعات اليدوية ،فقد أبدع الإنسان الصحراوي العديد من المصنوعات اليدوية التقليدية والشعبية نذكر من بينها " أصرمي " وهو عبارة عن وسائد جلدية منمقة بالعديد من الزخارف الجميلة ، إضافة إلى العديد من الأدوات المنزلية كالصناديق والعلب الصغيرة التي تستعمل في تخزين العطور والحلي النسائية وقد تستعمل لحفظ بعض الأغراض أو الوثائق النادرة كالمخطوطات وعقود البيع والزواج والملكية.
كما أن يد الحرفي الصحراوي طوعت الخشب وجعلت منه مساعداً مهماً في تدبير أمور الحياة اليومية خصوصا على مستوى الطبخ فحول الخشب بقدرة موهوب إلى (كصعة) لتهيئ (الكسكس) وعجن الخبز، وصنعت (الكدحة) وهي إناء لشرب حليب الإبل، وهيأ الخشب ليكون (أمشقب) وهو بمثابة هودج لكن تختص به النساء فقط، كذلك الشأن بالنسبة للراحلة.
و يرتبط تطور هذا القطاع بالتراث الثقافي للرحل، الذي يعتمد في جزء كبير على تربية الماعز و الإبل. علما بان جلود هذه الحيوانات تستعمل في صناعة منتجات أخرى منها "النعال" الخ....بينما يستعمل وبرها في نسج الزرابي و خيام الرحل.
إن بإمكان الصناعة التقليدية،أن تعرف تطورا و دينامية إذا تم تطوير القطاع السياحي ،حيث أن السياح يعتبرون من الزبناء الأوفياء لمثل هذا النوع من السلع.

 

تاريخ الإضافة: 2009-02-15 13:19:26 القراءة رقم : 70
 الصفحة الرئيسية
 الأخبار
 قضايا و آراء
 تقارير
 مقابلات
 من نحن؟
 مابسي
 روابط
 اتصل بنا
 خارطة الموقع
 البريد الألكتروني
 الموقع القديم
عدد الزوار:8605616 جميع الحقوق محفوظة مابسي © 2008