من" طورابورا الصحراء".. و"أرض العزة" شرقا إلى "قندهار" غربا: "القاعدة" والامتداد الجغرافى حول موريتانيا
محمد المختار ولد آبكه
[email protected]
تناقلت وسائل إعلام محلية أنباء تحدثت دخول مجموعة من المسلحين يعتقد أنهم تابعون لتنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي، إلى الأراضي الموريتانية عبر الحدود مع جمهورية مالي، واعتدائهم على قرية حدودية موريتانية، ولم تكد هذه الأنباء أن تصل مسامع بعض المواطنين حتى تناهى إليهم صوت زخات الرصاص وقد صدرت من منطقة "صانتر أمتير" الواقع شمال حي تفرغ زينه بالعاصمة نواكشوط الذي كان ساحة لمعركة حامية الوطيس بين قوات الأمن وبعض المسلحين المحسوبين على التيار السلفى الجهادي فى السابع من إبريل الماضي.
وتأتى هذه الأحداث فى خضم حملة أمنية واسعة تقوم بها السلطات الأمنية الموريتانية، وقد سيرت كل من موريتانيا والسنغال ومالي دوريات مشتركة على الحدود بينها من أجل ضبط الامن وقطع الطريق على المهربين والمسلحين، وكان الجيش المالي يضع نفسه بمنأى عن الحرب ضد الجماعة السلفية منذ نشأتها فيما يشبه الاتفاق الضمني بينهما وقد توج هذا الاتفاق بتسليم الجيش المالي اثنين من قادة تنظيم القاعدة بالمغرب الإسلامي إلى هذا التنظيم مقابل السائحين النمساويين الشهر الماضي ويعتبر مقربون من الجماعات المسلحة أن الجيش المالي هو المستفيد الأول من هذه الهدنة غير المعلنة حيث لم تتعرض وحداته لأي هجوم من طرف التنظيم الذي يتحرك بحرية في الشمال المالي، ويعتبر قادة التنظيم أن قوتهم تتواجد فى منطقة يسمونها "أرض العزة" أو "تورابورا الصحراء" وهى المثلث الحدودي بين الجزائر ومالي والنيجر، الذي يعرف بوعورة تضاريسه وامتداده إلى غاية جبال "الهفار" بالجزائر، وتمتد هذه المنطقة على مساحة شاسعة تسمح للمسلحين وعصابات التهريب والإجرام بالتحرك فيها بكل حرية، مما يصعب من مهمة محاربتها، ويرى المهتمون بشأن التنظيمات السلفية المسلحة فى المنطقة أن الجزائر تدفع بالجيش المالي إلى الصدام مع تنظيم القاعدة بالمغرب الإسلامى من أجل تضيق الخناق عليه ونقل المعركة عن أراضيها مما يخفف الضغط على قواتها التى أنهكتها حرب الاستنزاف التى تخوضها مع المسلحين السلفيين منذ بداية التسعينات، وقد قامت القوات الجوية التابعة للجيش الجزائري، منذ عدة أسابيع حسب صحيفة "الخبر" الجزائرية، بتموين قوات تابعة للجيش المالي الموجودة في منطقة جبال "فوهارس" وفي وادي "زوراك" بالجو، لمساعدتها في حرب تنظيم القاعدة بالمغرب الاسلامى
وقد ذكرت مصادر إعلامية منذ مدة أن حوالي 40 موريتانيا ينشطون في صفوف تنظيم "القاعدة بالمغرب الاسلامى " تحت إمارة "عبد الملك دوركدال"، وتجدر الإشارة إلى أن أول أنتحارى أجنبي ينفذ عملية في الجزائري هكان الموريتاني " سيدنا ولد خطارى" المكنى "أبو زينب"، الذى فجر شاحنته بالبويرة راح ضحيتها أكثر من أربعين قتيلا ومائة جريح
ويقوم الجيش الجزائرى هذه فترة بتشديد الرقابة على الحدود الموريتانية الجزائرية وتكثيف تفتيش الشاحنات والسيارات وقالت "وكالة انواكشوط للانباء" نقلا عن صحيفة "الشروق" الجزائرية إن أجهزة الأمن في الجزائر حصلت على معلومات تتعلق بمخطط تهريب لكمية هامة من المواد المتفجرة عبر الحدود الجزائرية المالية من طرف "إرهابي موريتاني" ينشط في صفوف تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي، حيث تم تشديد الرقابة على الشريط الحدودي.
وأضافت الوكالة أن هذه الإجراءات تتزامن مع تعزيزات أمنية على طول الحدود الموريتانية الجزائرية لإحباط محاولة تسلل ـ من وصفتهم الصحيفة ـ بإرهابيين موريتانيين في ظل مساعي قيادة أمير التنظيم عبد الملك درودكال الملقب "أبو مصعب عبد الودود" لتجنيد أجانب منهم انتحاريين بعد سحب "الثقة" من الجزائريين، ونقلت الصحيفة عن معتقلين وصفتهم بالإرهابيين وقعوا حديثا في قبضة الأمن الجزائري، أن أمير التنظيم أسرّ لمقربيه أنه أصبح متأكدا أن "الجماعة السلفية "أصبحت مخترقة
كما نقلت الصحيفة عن مصادر مؤكدة، قولها أن تائبين من عناصر التنظيم وفروا معلومات لأجهزة الأمن عن وجود مخطط لتهريب كمية كبيرة من المواد المتفجرة من الحدود الجنوبية باتجاه معاقل "الجماعة السلفية"، وقالت ذات المصادر، إن المخطط يتمثل في تهريب حوالي 4 أطنان من المواد المتفجرة من مدينة الخليل، شمال مالي باتجاه الجزائر، على متن شاحنات بوساطة ناشط في التنظيم يحمل الجنسية الموريتانية، ويتعلق الأمر بالمدعو "ع .ولد حمادا" المكنى "مصعب"، وإحدى الشاحنات قد تحمل وثائق جزائرية مزورة.
وقد عمد الجيش الموريتاني عقب عملية تورين فى الشمال التى راح ضحيتها 12من أفراد ه إضافة إلى دليلهم قام الجيش حسب مصادر خاصة بردم بعض الآبار التي يعتبرها غير ضرورية والتى ربما كان يتزود منها المهربون والجماعات المسلحة بالماء ويؤكد بعض المطلعين على خفايا الجماعات المسلحة أنها على تواصل مع أعضائها المتواجدين فى منطقة" قندهار" التى تعتبر شريطا خارجا عن القانون خروجها عن السيطرة لوجودها على الحدود الموريتانية المغربية، وتعتبر معقلا للمهربين وقطاع الطرق والفارين من وجه العدالة ويرى البعض أن "قندهار" امتداد ل "تورابورا" التى تقع على الحدود الجزائرية المالية.
وقد بعث الجيش الموريتاني بتعزيزات عسكرية إلى الشمال الموريتاني من أجل ملاحقة الجماعات السلفية المسلحة ويرى بعض المراقبين أن الأشهر القادمة قد تشهد تصعيدا بين الطرفين ويعود ذلك لانتهاز الجماعات المسلحة لفرصة فصل الشتاء للتحرك بحرية فى الصحراء الموريتانية، وإذا ما صحت معلومات عن ردم الجيش الموريتاني لآبار الماء فإن ذلك قد يعجل بالاحتكاك بين الطرفين وبعد أن يضيق الخناق على الجماعات المسلحة من طرف مالى فإن هامش التحرك سيبقى محدودا أمامها وتكون المواجهة، حتمية فهل نحن أمام شتاء "ساخن " على أرض "تيرس" أو "كوش".
تاريخ الإضافة: 2008-12-20 18:35:11 |
القراءة رقم : 1083 |