الوفد البرلماني الموريتاني إلى المغرب يتلقي وزير الخارجية وعددا من السياسيين المغاربة   ولد أمين:واشنطن لديها تقيم خاطئ ومبادرة ولد بالخير ليست واقعية   واشنطن تفرض عقوبات على بعض أعضاء المجلس الأعلى للدولة ومؤيديهم   طرد شرطي من مؤتمر صحفي أنتحل فيه شخصية صحفي   مجلس الوزراء يجري تعديلات واسعة في الأمناء العامين   اجتماع مجلس الوزراء: تغيير جميع الأمناء العامين للوزارات باستثناء الصحة والمرأة   تعيين مفوض مساعد لحقوق الإنسان والمجتمع المدني   الصحفيون الموريتانيون يعتصمون احتجاجا على الاعتداء على ولد ببانه   محامو هيئة ختو: "تانجا بابا" سيمثل يوم السادس من نوفمبر أمام القضاء السنغالي   في تجكجة إلقاء القبض على شخصين ومصادرة أسلحة ومعدات أخرى  
البحث

الجريدة
الموقع القديم
تــقـــاريـــر

احتفوا باسم الأمل فلم يجدوه..؟

اضغط لصورة أكبر
محيمات المتضررين من كارثة الطينطان

تقرير: أحمد ولد سيد
[email protected]
بعد مرور أكثر من عام علي الكارثة التي تعرضت لها مدينة الطينطان مازال سكان أحياء هذه المدينة التي أتت السيول فيها يوم الثامن أغسطس من العام الماضي علي الأخضر واليابس, ودمرت المساكن وأغرقت الأموال وذهبت بحياة بعض المواطنين.., وملأت نفوس البعض الآخر فزعا خوفا من موت بات شبه محتمل غرقا أو جوعا في ظل ظروف حياة صعبة تتعرض لها ساكنة الطينطان من جراء الأزمة التي ضربتهم مخلفة وراءها الكثير من مخيمات اللجوء التي أصبحت مأوي للكثير من المواطنين الذين ذهبت الأمطار والسيول بمساكنهم وأموالهم وأصبحوا يتذكرون أياما من الماضي كانوا خلالها يملكون ذهبا وفضة ومساكن تقيهم حرارة الشمس وصعوبة تحمل البرد الغارس في فصل الشتاء..

سكان حي الأمل في مدينة الطينطان علي الرغم من التفاؤل بالاسم "الأمل" والذي يتبني سكان الحي التفاؤل به من مصدرين أولهما أنه يقع علي طريق الأمل التي تشق وسط المدينة باتجاه آخر ولايات الوطن وأولها من حيث الترتيب والذي تمر به جميع الماد الغذائية التي تزود لايات الشرق لعل بعض المواد الغذائية التي تعبر هذا الطريق تكون "أعين شيوخ وصبيان الحي المحتاجين لها بالمرصاد".., أما المصدر الثاني للاسم فهو تبعية الحي لمنظمة الأمل الخيرية التي تتولي تزويده بالمساعدات الإنسانية التي أعلن عنها إبان وقوع الكارثة التي حلت بالمدينة العام الماضي..
زخم كثرة المساعدات التي وصلت إلي الطينطان تعدي صداه مسامع سكانها إلي كل السامعين, لكن سكان هذا الحي وعلي الرغم من أن منظمة أمل المعنية به بذلت جهودا حثيثة في سبيل التخفيف من معاناة سكانه حسب تصريحات سابقة للقائمين عليها إلا أن الواقع يظهر حجم المأساة الإنسانية التي يعيشها الأهالي في هذا الحي المكون من 300 خيمة مجهزة لكن دون مواد غذائية وهي أكبر المساعدات التي تقدمت بها المنظمة للمواطنين حسب كلام المواطنة بالحي أسلمهم نحي منت السالم فال وهي أم لأسرة تتكون من خمسة أفراد وتقول السيدة أنها لم تصلها أي مساعدات منذ مارس الماضي كما أن الخيام التي أعطيت لهم تلفت منذ فترة أن منظمة أمل التي يعلقون عليها آمالهم تركتهم منذ فترة طويلة دون مساعدات وتضيف منت السالم فال ليس باليد من حيلة أنا وحيدة ليس لي زوج وأعيل علي خمسة أشخاص هم صبيان مازا لوا في سن الصغر والمساعدات توقفت وليس لنا إلا الانتظار حتي يأتي الله بفتح جديد وعن المواد الغذائية التي توزع من طرف البلدية قالت أسلمهم إن العمدة لم يقصر في ايصيلها إليهم لكنها توقفت أيضا وتردد أسلمهم كلامها من حيث بدأته لتقول مرة أخري بصوت خافت إن الخيام التي يجلسون تحتها أصبحت بالية لا تقي حر الشمس خصوصا في هذه الفترة التي تسطع فيها الشمس بحرارة زائدة وتنطلق فيها الرياح المسماة محليا ب "أريف" التي تترك الكثير من المعاناة علي وجوه المواطنين ..
الزائر لحي الأمل في مدينة الطينطان يلمس مدي المعاناة التي تظهر ملامحها جلية علي وجوه سكان هذا الحي الذي يفتقد الكثير من مقومات الحياة التي تكمن المواطنين من الاستمرار في حياة باتت صعبة المنال في مدينة الطينطان بأكملها.

منت الباه في طريقها لكسب العيش. سبعة أبناء وأب مشلول.ومساعدات توقفت..؟
عندما تتجول في وسط خيام حي الأمل تجد نفسك في وسط مخيمات للاجئين وتكاد تصدق أنك في دولة بلدة تسمي الطينطان نزلت عليها الطائرات من السماء محملة بالأدوية والمواد الغذائية أو في دولة كموريتانيا تحدث مسئولوها أكثر من مرة عن إعادة اعمار مدينة الطينطان وعن شفافية توزيع المساعدات التي تقاطرت علي المدينة من أكثر من دولة .. المواطنون تظهر عليهم ملامح الفقر والحرمان كذا توقف المواد الأساسية التي تعتبر مصدر العيش والحياة بالنسبة إلي المواطنين.
المواطنة مريم منت الباه التي قدمنا معها إلي الحي وهي عائدة من سوق المدينة بعد وقت طويل أمضته في البحث عن لقمة عش لعيالها الضعاف والمكون من سبعة أبناء وزوج مشلول يدعي أحمد سالم ولد الصالح مريم منت الباه تحدثت إلينا وهي تستغفر الله أن يعفوا عنها علها يكون في الحي من هي أيسر منه وتقصر في مساعدته بدأت في الحديث معنا قائلة إنها كانت تعيش في "البيطرة" قبل حدوث الكارثة السنة الماضية كان زوجها يملك بعض المال لكن لإصابته بالشلل نفذ المال ولم يبقي عندهم أي شيء سوي مسكن متواضع جرفته المياه بعد ذلك ليفقدوا كل ما يملكون وضعتهم منظمة "الأمل" في هذا المخيم لكنها لم توفر لهم سوي خيام لم تعمر طويلا في مقاومة حر الشمس حتى بقوا يجلسون عي العري دون مأكل ودون مأوي الأم منت الباه تقول إنها لم تتحمل الجوع الذي يتعرض له أبنائها فدأبت علي الذهاب إلي السوق كي تبيع ما تنتجه يداها من الثياب المطرزة لكن الأيام تفقدها الصبر علي تحصيل ما يسد رمق أبنائها السبعة وزوجها المشلول فمن اليوم الذي توقفت فيه المساعدات ومعاناتها تزداد وأملها يضعف بعد أن قوته الجهود التي كانت المنظمة ستقوم بها من أجل مساعدة الحي والتي تقول منت الباه أنها ذهبت في مهب الريح معاناة ليست بالمرصاد لمنت الباه وحدها وإنما هي لكل سكان الحي وقاطنيه..
السقير ولد محمد الأمين وفاطمة منت معط مولانا ولد أعمر من سكان حي البيطرة قديما أكثر أحياء المدينة تضررا حسب بعض المواطنين تجمعوا حولنا عند دخولنا الحي وبدأ النداء يتعالي باتجاه منافذ الحي الاخري أن يسرعوا لعل الزائر الجديد يكون قد طرق الأبواب بجديد المواد الغذائية التي توقفت منذ فترة دقائق قليلة اتضح أن الزائر لا يحمل سوي أسئلة مل سكان هذا الحي من الإجابة عليها أكثر من سنة السكان وفي تجهر كبير اتفقوا علي أن ثنائية الفقر و والجلوس في حر الشمس هي التي يعاني منها أبناء الحي الصرخات وندات الاستغاثة التي وجهها سكان الحي إلي الدولة ممثلة في الرئيس الجنرال محمد ولد عبد العزيز أن يتدخل من أجل إنقاذهم من معاناة أرهقتهم وكذا من وعود أفقدتهم الأمل في تصديق وصول أي مساعدات من الدولة أو من المنظمات الخيرية يعلن عن وصولها إلي سكان المدينة عموما والي حي الأمل بالخصوص.
من سيصغي لصرخات هؤلاء المواطنين..؟
بعد مرور خمسة عشر شهرا علي حلول الكارثة بهؤلاء المواطنين وبعد تدفق المساعدات المالية والإنسانية من كل حدب وصوب حتى قيل إن المساعدات التي وصلت من أجل إنقاذ ومساعدة سكان مدينة الطينطان تفوق بدرجة كبيرة ميزانية الدولة الموريتانية مرات عدة , فهل ستلقي صرخات سكان حي الأمل في مدينة الطينطان وباقي الأحياء السكنية الاخري آذانا صاغية بإمكانها أن تساعد المواطنين المتضررين ولو بتوزيع شفاف لما تبقي من المساعدات الدولية لدي القائمين عليه في المقاطعة , فلن يقول أحد ولو معتذرا أن معاناتهم لم تصل إلي مسامعه فليست المرة الأولي التي يتحدث خلالها هؤلاء عن معاناتهم علي مرآي ومسمع من الجميع , كما أنها ليست المرة الأولي التي يكشفون فيها عن الخروخات التي تعرضت لها المساعدات الدولية التي وصلت إلي المدينة..
ويبقي سكان حي الأمل في الطينطان معقود بهم الأمل إلي ما سيصل من مساعدات والاهتمام الكبير من المجلس الاعلي للدولة الذي باتت صرخات المواطنين ودعواتهم محط جدل حوله

تاريخ الإضافة: 2008-10-16 17:32:29 القراءة رقم : 39
 الصفحة الرئيسية
 الأخبار
 قضايا و آراء
 تقارير
 مقابلات
 من نحن؟
 مابسي
 روابط
 اتصل بنا
 خارطة الموقع
 البريد الألكتروني
 الموقع القديم
عدد الزوار:4326149 جميع الحقوق محفوظة مابسي © 2008