وسط خطر يهدد الصحة العمومية والوسط الإيكلوجي.. روائح دقيق السمك " موكا " تعود لسماء مدينة انواذيبو..!!
وزير الصيد أثناء زيارة إلي مصانع دقيق السمك في نواذيبو
|
(ونا ـ انواذيبو), تعرف مدينة انواذيبو هذه الايام انبعاث روائح دقيق السمك " موكا " المنبعثة من المصانع في ظل انخفاض درجات الحراراة ، وهو الأمر الذي حدا بالساكنة للصراخ والاستغاثة بالسلطات العمومية من أجل وضع حد لهذه المصانع داخل المدينة علي الأقل ، والتي تجاوز عددها العشرة لتزداد معاناة الباحثين عن هواء عليل وأصحاب ضيق التنفس ،وأمرا ض الحساسية ، في حين أن بعض النشطاء رصدوا قبل يومين نفوق كميات من بقايا الأسماك مرمية في محيط خليج النجمة " كبانوهات ".
وفي سياق متصل يلاحظ أن المجتمع المدني المعني بالمجال انشغل بالعالقين علي الحدود وترك الساكنة تجر الروائح وتعيش أمراض الحساسية وهو الذي كان قد صدع الجميع بالزعيق عن رفضه للمقترح المقدم من طرف لجنة وزارية فنية تضم خمس وزارات بتحويل مصانع دقيق السمك" موكا " لمنطقة البونتيه علي شاطئ خليج الراحة وفق مراقبين.
ومن جهة عللت المنظمات المعنية وقتها ذلك الرفض بالتأثيرات والمضاعفات السلبية الصحية والبيئية والغذائية والإقتصادية بهذا الخصوص وهو ما يظهر كلما ارتفعت درجات الحراراة وتوقفت الرياح أو تغير اتجاه التيار.
وأكد رئيس منظمة الشاطئ النظيف أحمدناه ولد محمد الذي غاب عن المجال البيئي مؤخرا " إن روائح دقيق السمك والنفايات والمخلفات الناتجة عنه ، والاسماك التي يقوم بإستخدامها لها نتائج جد خطيرة علي الصحة العمومية، والتلوث البيئي ، والأمن الغذائي حيث أختفت نوعيات من السمك "
وأوضح "أنهم عانوا الأمرين في مراقبة خمسة مصانع موجودة داخل منطقة خليج الراحة
وميناء انواذيبو المستقل والتي انتفض الشا رع بالمدينة ضدها والذي يطالب بترحيلها
إلي مناطق أكثرملاءمة. غير أنهم فوجئوا بالحديث عن مصانع اخري قيد التشييد وهو أمر خطير"
وأوضح رئيس منطمة الشاطئ النظيف " أن الافضل لهذه المصانع التي أغلقت في العد يد من
الدول وهناك تنافس محموم عليها من طرف بعض الخصوصيين بشراكة مع أجانب تحويلها
بعيدا عن مدينة انواذيبو بمنطقة " اويك " 200 كلم جنوب انواذيبو ،وشق طريق لها هناك ، وفرض إجراءات وإتخاذ تدابير صحية وبئية صارمة علي عمل هذه المصانع."
واعتبرولد محمد " أن السما ح بإقامة مصانع دقيق السمك في منطقة البونتيه يعتبر جريمة
ضد البيئة والإنسان والامن الغذائي"
سياسة فرض
الأمر الواقع و"القيمة المضافة"
تشير جهات إلي أن وزارة الصيد والاقتصاد البحري المعني الأكبر عمدت لتفريق " المسؤلية بين وزارات اخري بالضغط من أجل تكوين لجنة فنية مكونة من خمس وزارات تضم إضافة إليها ، الاسكان والتخطيط العمراني ، التجارة والسياحة ، الطاقة والبترول ، البيئة وقد قامت مارس الماضي بزيارة لنواذيبو والتقت بعدد من الفاعلين كما عمدت لتوزيع استمارة تتضمن الموافقة أو الرفض علي تحويل مصانع "موكا" إلي منطقة البونتيه داخل منطقة خليح الراحة وشملت المنتخبين والمنظمات غير الحكومية والنقابات المهنية ورؤساء المصالح والقطاعات المعنية بنواذيبو.
واعتبرت جهات أن آراء بعض الجهات تم التلاعب بها حيث طالبت بعدم السماح لقيام المصانع علي شاطئ خليج الراحة ، كما أن الضمانات التي قدمتها وزارة الصيد والتلويح بالعقوبات اتجاه المصانع تكذبه الوقائع المعاش حاليا في المدينة وهو الأمر الذي سيزداد سوء في كل مرة تتوقف فيها الرياح وهو ما يهدد سكان المدينة بالهجرة نحو ريف المدينة بما فيها دار الوالي
ومن جهة حاولت مستشارة وزير الصيد الحالي أثناء ورشة بعنوان "دقيق و زيت السمك بموريتانيا، الإنعكاسات والآفاق " 2011 منظمة من طرف المعهد الموريتاني لبحوث المحيطات
والصيد إعطاء تبريرات علمية ونظرية لقضية بدات تاخذ تاثيراتها السلبية علي الإنسان
والبئية والامن الغذائي علي الاقل بنواذيب وفق المراقبين.
وأوضحت في كلمة لها " إن صناعة دقيق وزيت السمك تشكل نشاطاَ حديث النشأة في بلادنا ، وأن خمس وحدات تصنيع ظهرت في السنوات القليلة الماضية بمدينة انواذيبوا بطاقة تحويل تعادل 100.000 طن من المادة الاولية سنويا.
وقالت " إن تطور صناعة دقيق وزيت السمك يوفر فرصا متعددة ، و ثمينة لموريتانيا يتمثل
أهمها في التغيير الشكلي لقطاع اصطياد الأسماك السطحية الصغيرة حيث سيتحول تدريجيا من
مصيدة اصطناعية جارفة اجنبية بالدرجة الأولى إلى مصيدة تقليدية وشاطئية مندمجة بشكل
أفضل في الاقتصاد الوطني وذلك عبر عمليات الإنزال وتحويل الإنتاج محليا بيد عاملة موريتانية".
وأضافت " أن هذا النشاط الصاعد يشكل أيضا وسيلة ملائمة، إذا لم نقل وجهة طبيعية لتثمين
نفايات مصانع تحويل السمك الأخرى والعينات الغير تجارية و تثمين جزء معتبر مما كان يرمى
عادة في البحر".
وأكدت بوبه بنت الخالص" ان الكميات المصطادة من الأسماك السطحية الصغيرة توجه على
المستوى الدولي في غالبتيها للتحويل إلى دقيق وزيت السمك ، وتسعى الحكومة ضمن هذا
التوجه إلى تطوير مصانع وطنية تحويلية ، وإلى مؤازرة أصحاب المبادرات الخاصة حتى نتمكن
في النهاية من توطين كل أنشطة الصيد البحري، وخلق أكبر قيمة مضافة محليا ناتجة عن تلك
الأنشطة."
وأضافت :"أنه بدون إستراتجية مؤسسة على أفضل المعطيات العليمة المتوفرة وتجارب الآخرين
في هذا المجال فإن مصير التطور المنشود لهذا النشاط يخشى أن يعرف بعض المشاكل كما عرفتها هنا وهناك في السابق بعض المبادرات وهي المشاكل التي قد تنجر عنها عمليات تراجع مكلفة".
وأشارت إلى" أن المعلومات الحالية محدودة خاصة فيما يتعلق بمستوى انعكاسات هذا النشاط في المجالات البيئية والاكلوجية والاقتصادية والصحية والاجتماعية وبحجم مشاركته في توفير الأمن الغذائي للمواطنين ، كما تبقى إمكانيات التقدم المتاحة لهذه الشعبة الجديدة في مجال تثمين منتجات الصيد البحري غير محددة".
انتفاضة في فنجان..!!
ومن جهة كان الحديث قد تواصل في مدينة انواذيبو خلال السنتين الاخيرتين حول الهواء والتنفس الذي لم يعد علي حاله، فروائح مصانع دقيق السمك " موكا " صارت مزعجة في كل صباح .. ومع كل نسمة عليلة يهبها الشاطئ لساكنة مدينة الاقتصاد تتحول إلي نقمة،ت حمل أمراض الربو والحساسية ، وغيرها وصار سكان المدينة الشاطئية في وضعية لا يحسدون عليها .. وماذا عسا هم يفعلون في الهواء الذي هو ضرورة للتنفس والحياة .. ؟
وبدوا محتارين في هذا الأ مر الجلل ، لا حول لهم ولا قوة ، لا يعرفون كيف يتدبرون حياله.. ، والأمر يسري علي السلطات الجهوية التي " غلبت " في وضعية تبدو الأجهزة المختصة عاجزة عن التصرف إزاءها ، بينما لا تتوقف التراخيص الممنوحة في هذا المجال الإقتصادي الذي يدر أرباحا كبيرة.
وفي هذا السياق انتفض المواطنون داخل عدة أحياء من مدينة انواذيبو، من نتائج روائح هذه المصانع وتأثيراتها وهو ما جعل حديث الجميع " اتركوا لنا هواء نقيا "، بينما عمدت الأجهزة المعنية في انواكشوط ، لمنح مزيد من الرخص في عدم إكتراث بالحياة البحرية والوسط البيئي والامن الغذائي، في عملية تلقي بأطنابها علي المشهد الحياتي والوسط البيئ للمواطن داخل عاصمة الاقتصاد
ويؤكد المهتمون بهذه القضية أن هذا الأمر برمته يلقي امتعاضا من قبل ساكنة مدينة انواذيبو التي تحولت هذه المصانع والروائح المنبعثة عنها، إلي خطر علي صحة الإنسان ، والحياة البحرية ، والأمن السمكي داخل المدينة ،و هو ما جعل عدة منظمات غير حكومية تعلن إعتراضها علي الطريقة التي يتم الرخيص بها لهذه المصانع ، والاماكن التي تعمل فيها، مما يهدد بكارثة بيئية داخل هذه المدينة الصغيرة التي لم تعد تتنفس سوي "موكا" وحال لسان حالها " اللهم إنا لانسألك رد القضاء ، ولكننا نسألك اللطف في "موكا ".
تقرير : الفاغ ولد الشيباني
تاريخ الإضافة: 2012-12-25 01:25:10 |
القراءة رقم : 1553 |