اضغط هنا

اضغط هنا

"الموقعون بالدماء" تؤكد أن "جهاديين" من دول غربية يشاركون في احتجاز الرهائن بالجزائر   عاجل..كتيبة "الموقعون بالدماء" تشترط وقف الهجوم الفرنسي على أزواد مقابل سلامة المحتجزين في الجزائر   ولد بوعمامه "لونا": مرتاحون لموقف علماء موريتانيا   "الموقعون بالدماء" لـ"ونا": نحذر الجزائر من مغبة محاولة تحرير المحتجزين   مالي: بدء المعارك البرية المباشرة بين القوات الفرنسية والإسلاميين   "جماعة الملثمين" تعلن احتجاز 41 رهينة غربيا في الجزائر   "25 فبراير" تبث تسجيلا منسوبا للسفيرة الأمريكية في نواكشوط تهاجم فيه المعارضة الموريتانية   عمال "شنكر موريتانيا" يدخلون في إضراب عن العمل   تقارير: موريتانيا تسلمت 200 مليون دولار من ليبيا بعد تسليم السنوسي   عاجل: كتيبة الملثمين تتبنى احتجاز خمسة غربييين في الجزائر  
البحث

الجريدة
الموقع القديم
تــقـــاريـــر

ترحيل الباعة المتجولين..تنظيف للسوق أم قطع للأرزاق!!

اعداد: بلقيس بنت إسماعيل
بعد أن صار الحلول بساحة القصر الرمادي موضة سائرة وملتجأ أخيرا لكل من أوصدت في وجوههم الأبواب وصحبهم الحظ العاثر رغبة في أن تردد الجدران صدى أصواتهم فتصل عمدا أو خطأ إلى آذان ولي الأمر، أتى دور الباعة المتجولين ليداعبوا بقية أمل لهم بنزولهم فرادى وجماعات إلى القصر الرئاسي طمعا في أن يصلوا إلى القمة أو أن تنزل القمة إليهم علهم يوصلون رسالة مضمونها " بماذا ستفيدنا النظافة إذا قتلنا وأولادنا الجوع".

تلك إذن إحدى أولى ثمار حملة إخلاء الشوارع والساحات العمومية والتي تشمل أغلب الشوارع والأسواق الرئيسية بالعاصمة نواكشوط، هؤلاء المواطنون توافدوا بحثا عن بارقة أمل تضيئ لهم المستقبل الحالك أمام أعينهم، اعتصامهم أتى حسب تعبيرهم للمطالبة بإعطائهم حقهم في ممارسة نشاطاتهم التجارية.
ظروف قاهرة أوصلتهم كما وصفوا إلى هذا الخيار،والسلطات أيضا أصبحت بين فكي كماشة إذ عليها أن توفق بين واجبها تجاه شعب يحلم بعاصمة نظيفة تساير العصر وبين حقوق مواطنين رفضوا الخضوع لواقع بائس مؤلم واتخذوا من الشارع قلعة لاذوا بها هربا من الجوع وضنا بكرامتهم عن المسألة.
المعاناة .. عشرة عمر
النبرة الحزينة لتلك المرأة الخمسينية تعكس بجلاء تجربة حافلة بالكفاح من أجل العيش الكريم نظراتها المتفحصة الثاقبة وحديثها الرزين يفرضان عليك أن تنصت بكل حواسك لما ستقوله " أحب النظافة جدا وأهوى أن يكون بلدي نظيفا ولكني أيضا أريد أن أعيش "
بهذه العبارات حاولت بائعة الملاحف ـ كما طلبت أن أسميها ـ أن تختصر معاناتها اليومية في السوق المركزي بنواكشوط وهي تعيش حالة الكر والفر يوما هربا من عمال المجموعة الحضرية وجنودهم الذين يباشرون حاليا عملية تنظيف واخلاء الطرق والساحات العمومية
وتسترسل وهي تروي قصتها مع التجارة التي بدأت سنة 1984 حيث دفعتها الظروف إلا تحمل المسؤولية إعالة الأسرة، ضيق ذات اليد جعلها تعجز عن استئجار دكان فاضطرت لأن تعرض بضاعتها في أحد الشوارع داخل السوق وهكذا كانت مرارا ضحية لأغلب حملات النظافة التي حسب تعبيرها لا تلبث أن تنتهي ويعود الحال إلى ما كان عليه وتختم السيدة بقولها " إذا كانت الدولة تريد النظافة وتنظيم المدينة فعلا فعليها أن توفر لضعاف الباعة مكان يستطعون أن يجدوا فيه قوتهم اليومي "
عشرات إن لم نقل مئات من صغار الباعة داخل سوق العاصمة يعشون نفس المعاناة وهم لا يجدون محيدا عن قضاء أيامهم بين إقبال وإدبار طمعا في أن يسعفهم الحظ بأن يجدوا مشترين لبضائعهم وخوفا من أن تصادرها منهم السلطات،
محمد بائع فساتين متجول يعبر عن هذا الواقع قائلا: " نأتي إلى هنا صباح كل يوم ليس لدينا مكان آخر نحصل فيه قوتنا، نهارنا ينقضي في مغافلة عمال النظافة"ويستبد به الغضب والحسرة ليقول " الدولة بإغلاقها أبواب رزقنا تدفعنا دون شك لنصبح لصوصا
السوق .. تاريخ من الفوضى
سوق العاصمة ظل لفترات سابقة يعيش ظروفا أقل ما يقال عنها إنها كارثية حسب وصف المواطنين إذ القمامة تنتشر لتملأ كل ركن حاملة معها ما تيسر من روائح تزكم الأنوف وأمراض تتفاوت في طبيعتها ودرجات خطورتها، والإزدحام الخانق بيئة ملائمة الانتشار انواع من الجرائم كنشل والسرقة كما أنه يعطل انسيابية المرور الضرورية وخاصة عند حدوث ما يستدعي تدخل سيارات الاسعاف والاطفاء.
ولعل استهجان تلك الوضعية هو ما حدا بالعديد من المواطنين إلى تثمين حملة تنظيف واخلاء الشوارع هذه مؤكدين على أنها تأتي في صالح الشعب وأن بلدا ما تزال أسواقه وشوارعه تعاني هذه الفوضى لا يمكن أن يطمح إلى التقدم بل إن الحماس دفع أحد أصحاب الدكاكين إلى تصوير أوائل السيارات التي اخترقت شوارع السوق بعد العملية بواسطة هاتفه الخلوي
على الدرب سائرون
المدير الفني لمجموعة نواكشوط الحضرية : السيدعبدو امبودج أكد في اتصال هاتفي مع أخبار نواكشوط أن العملية لم تأت على حين غرة بل سبقتها عدة انذارات مشيرا إلى أنها ستستمر ولن تكون كسابقاتها، وردا على سؤال حول مصير المتضررين من هذه العملية قال إن الدولة عاكفة على الدراسة لإيجاد حلول لهؤلاء وأن المجموعة الحضرية غير معنية إلا بإزالة جميع المظاهر التي تشوه الوجه الحضاري للمدينة.
أفلح إن صدق
اجتماع اللجنة الحكومية المكلفة بتنظيف نواكشوط برئاسة الوزير الأول مولاي ولد محمد لقظف أتى ضمن نفس السياق لبحث حل نهائي لمشاكل الباعة المتجولين وإمكانية تخصيص مكان خاص لسوق المنتجات الغذائية الطازجة وإقامة سوق خاص يحترم قواعد النظافة الصحية والنقاء، أماكن بيع السيارات " البرص" أيضا ستستهدف بالتنظيم وتتم دراسة كيفية تخصيص مكان لها بالاضافة إلى مكان لتجميع هياكل السيارات التي تملأ الشوراع
على هذه المحاور نص بيان للجنة ولكن مراقبين يشككون في الإمكانية تحقيق هذه الوعود في الأمد القريب معتبرين أن تشكيل اللجنة ووضع الدراسات أتى بشكل ارتجالي ومتأخر في حين يرى الآخرون أن المشكلة التي تعرقل أغلب المشاريع المجتمعية هي العقليات المتخلفة وإيثار أكثرية المواطنين للمصلحة الشخصية على العامة.وتستمر عملية تنظيف الشوارع على قدم وساق بينما البائع المتجول المسكين يطارد لقمته ويرجو أن تمطر السماء ذات يوم ذهبا
في انتظار...
وما بين مندد بهذه العملية مؤكد على أنها للإفساد أقرب منها للإصلاح ، ومؤيد يرى أن العاصمة أحوج ما تكون إليها يبقى الاتفاق على أهمية النظافة وعلى انعكاسها الايجابي على صحة المواطن ورقي المجتمع ، ولكن الوجه الآخر للحقيقة يعكس الحاجة الماسة إلى أن توفر الدولة في أقرب الآجال ملاذا لصغار الباعة ممن إختاروا البحث عن خبزهم بشرف حتى لا تجرفهم الفاقة إلى مزالق قد تكون أخطر بكثير من احتلال الشارع.

تاريخ الإضافة: 2012-09-29 13:00:41 القراءة رقم : 2145
 الصفحة الرئيسية
 الأخبار
 قضايا و آراء
 تقارير
 مقابلات
 من نحن؟
 مابسي
 روابط
 اتصل بنا
 خارطة الموقع
 البريد الألكتروني
 الموقع القديم

عدد الزوار:58263067 جميع الحقوق محفوظة مابسي © 2009