تقول إن حاكم روصو هدد بهدم القصر الرئاسي منت المختار تستنجد ب"رئيس الفقراء"
"رب رحماك كم يعاني الفقير"، عبارة تلوكها ألسن فقراء هذا المنكب المنسي، وهم يواجهون قهر الإدارة المحلية التي خبرت التلاعب بالضعفاء بل وحتى الإستحواذ على ممتلكاتهم المتواضعة.
وليس غريبا أن تتوالى صرخات فقراء مدينة روصو بين الفينة والأخرى، فمن الواضح أن إدارتهم المحلية إستقالت من مهمتها ولم تعد تحسن غير توزيع الظلم بكل عدالة وإنصاف.
بالأمس صرخ عشرات الفقراء المحرومين من قمح ولبن الفقراء على علاته، واليوم تستنجد "بنت المختار" وا معتصماه .. وامعتصماه، لكن صرخاتها التي لامست مسامع الجميع لم تلامس بالتأكيد أهواء حكام موريتانيا المعلنة في الحرب على الفساد وسدنته.
ورغم أن ساكنة المدينة يعلمون علم اليقين أن "مريم" ليست أول ضحايا الإدارة المحلية في ولاية الترارزة، فإنهم يأملون أن تكون آخر ضحاياها، وأن تتوقف تلك القوة الخارقة الموجهة لممتلكات الضعفاء بعد أن وصل الأمر بحاكم روصو حد التهديد بهدم القصر الرئاسي على ساكنته إن هو آوى بنت المختار، التي لاتريد من قائد الحرب على "الفساد والمفسدين" سوى إنصافها من ما تعتبره حيف حاكم روصو.
الظلم ظلمات يوم القيامة
المواطنة المظلومة في "حي دمل دك" السيدة مريم منت المختار، طالبت رئيس الجمهورية بالتدخل العاجل لتمكينها من إستعادة حقوقها كاملة.
وجاء في رسالة مفتوحة توجهت بها بنت المختار إلى رئيس الجمهورية، ووزيري الدالخلية والإسكان:
"إلى فخامة رئيس الجمهورية محمد ولد عبد العزيز
أذكركم بقول الله تعالى " ويوم يعض الظالم على يديه" وبقوله صلى الله عليه وسلم " الظلم ظلمات يوم القيامة".
إنني حين أرفع إليكم هذه الشكوى لعلى ثقة بأنكم ستسعون إلى إنصافي من هذا الظلم البشع الذي تعرضت له على يد سيدة تدعى فاطمة الزهراء وبدعم ومساندة تامة من حاكم مقاطعة روصو الذي لم يكتف بإهانتي وتهديدي ليصل الأمر إلى التهديد بهدم قصر الرئيس محمد ولد عبد العزيز إذا كنت أسكنه.
سيدي الرئيس أنا سيدة مسنة بحمد الله تعالى أعيل أحفادي من ابني الوحيد المتوفى في رمضان الماضي، ومعهم أسكن بالإضافة إلى ابنتي الوحيدة المتبقية، ولقد سكنت هذه المنطقة قبل تدشين ثانوية روصو الحالية، وكنت هنالك يوم وصلها الرئيس السابق محمد خونه ولد هيدالة لتدشينها.
وجميع جيراني يشهدون بذلك والله فوق ذلك يشهد وكفى بالله شهيدا، ولقد عشت طيلة السنوات الماضية في هذا الحي والجميع يعرف ذلك، وعندما جاء الأمين العام لوزارة الإسكان قبل أشهر وقال إن جميع القطع الأرضية في حي دمل دك غير مشرعة، وأعادوا تشريع القطع الأرضية من جديد كان نصيبي ربع هذه القطعة الأرضية التي نحن فيها الآن، وكما هو معروف فإن السلطات لم تمنح أي وصل ملكية للقطع الأرضية، والأمين العام لوزارة الإسكان قال إن جميع التشريعات السابقة لاغية تماما وأكد أنها منحت في عهد الظلم والرشوة والتزوير وأن على كل من يحمل واحدة منها أن يتأكد بأنها لاغية.
وهنا ظهرت السيدة فاطمة الزهراء وهي تحمل واحدة من تلك التشريعات المزورة ولم تجد من تظلمه في هذه المقاطعة غيري، مستعينة في ذلك بالحاكم ومتقوية بقوته وسطوته على ضعفي.
لقد استدعاني الحاكم إلى مكتبه، وعندما أخبرته بأنني مسنة جدا لايمكنني صعود السلالم رفض النزول إلي إلا بعد أن تأكد بالفعل تماما بإنني عاجزة عن ذلك.
ونزل الحاكم غاضبا وطلب مني تقديم أوراقي ملكيتي للأرض فقلت له : لا أحد في حي دمل دك يملك رخصة حيازة، والسلطات لم تمنح أي شخص رخصة حيازة.
لكن الحاكم تحول إلى السيدة الأخرى وقال أعطني الأوراق فسلمته أوراقا قديمة تعود إلى فترة ولد الطايع التي سبق أن أكد الأمين العام للوزارة أنها لاغية لأنها سلمت لأصحابها عن طريق التزوير والرشوة.
وبدلا من التقيد بالقانون الواضح والنزول إلى الأرض وسؤال الناس، نظر إلي الحاكم غاضبا وقال لي : أيتها العجوز ارحلي و اتركي المكان لفاطمة الزهراء.
فأجبته : سيدي الحاكم ليس لدي مكان أرحل إليه ثم إنني مسجلة و أهل الاسكان هم من أمروني بالبقاء.
فنظر إلي غاضبا وقال : لو كان ذلك المكان قصرا لولد عبد العزيز لحطمته وأخرجتك منه وإذا لم تخرجي بسرعة سوف أبعث لك بالشرطة وستخرجين بالقوة.
تعلقت بدراعة الحاكم: وقلت لا تفعل هذا بجدتك لأن هذا ظلم، فجذب دراعته بعنف وقال: لا تلمسي ثيابي اخرجي، غادري المكان فورا.
بعد ذلك جاءت سيارة تقل السيدة فاطمة الزهراء وزوجها وأحد معاوني الحاكم وقالت لي: عليك أن تغادري خلال يومين وإلا فسنأتيك بالشرطة.
هذه هي الوقائع سيدي فخامة الرئيس، ومن خلالها أدعوكم وأتوجه بهذه الشكوى إليكم، وإلى وزير الداخلية ووزير الإسكان وإلى رئيس الجمهورية وقبل ذلك كله إلى الله تعالى لإنصافي من هذا الظلم البشع.
وأنا أطالب بشكل واضح بتحقيق شفاف يعرف الجميع نتائجه، ويؤدي إلى معرفة الحقيقة، تلك الحقيقة التي يعرفها جميع سكان حي "دمل دك" الذي يعرفني كبارهم جميعا، ويشهد صغارهم الذين ولدوا وأنا في هذه القطعة التي أسكنها منذ أكثر من ثلاثين سنة على ذلك.
إن هذا الظلم سيدي الرئيس لايمكن أن يحصل في ظل نظام تقودونه أنتم وأنتم المعروفون بحرصكم على رفع الظلم وعلى حماية الفقراء ومحاربة المفسدين، ولايمكن أن تسكتوا عليه، لما يعرف فيكم الجميع من حسن أخلاق وخوف من الله تعالى وتقيد بالقانون.
هذه شكواي وقد نبهت لها عامرا، وتذكروا جميعا أن الظلم ظلمات يوم القيامة، وأنه لا أحد سينجو من الحساب والعقاب على ظلمه، وخصوصا ظلم الفقراء العاجزين".
إلى متى .. ؟؟
تتذكر السيدة العجوز "مريم منت المختار" أن حاكم روصو عاملها بعنف بعد أن تعلقت بدراعته، قائلة لا تفعل هذا بجدتك لأن هذا ظلم، فجذب دراعته بقوة وقال: لا تلمسي ثيابي اخرجي، غادري المكان فورا".
كذلك قال حاكم روصو من قبل، فالسيدة "امباركه" إتهمت حاكم روصو قبل حوالي شهر من الآن حين طالبن بحقهن من تقسيم المواد الغذائية، بتوجيه عبارات مهينة، وأنه كما تأذى من أن تأخذ "مريم" بدراعته عله يتذكر يوما تشخص فيه الأبصار، فقد كان أشد إحساسا بالإذى حين طالب "أمبارك" بأن تبتعد عنه لكي لاتؤذيه برائحتها الكريهة، ألا يدرك حاكم روصو أنه من أجل "مريم" و"أمباركة" و"محمد" و"محمود".. وغيرهم يستمد شرعية وجوده..؟ فكيف ياترى سيكون رد رئيس الجمهورية، أو رئيس الفقراء، كما يحلو لأنصاره تسميته.
روصو – إمام الدين ولدأحمدو
[email protected]
تاريخ الإضافة: 2011-05-18 14:03:12 |
القراءة رقم : 6728 |