اضغط هنا

اضغط هنا

اضغط هنا

التوصل إلى اتفاق بين السلطات ونقابات الصحة ينهي إضراب الأطباء   احمد ولد داداه: البلد بلا قيادة.. واحتمال ثورة مسلحة يبقى واردا إن لم تتغير الأوضاع   "الدكاترة العلميون" في موريتانيا يهددون بالهجرة إلى الخارج   عمال الاعلام العمومي يعلنون عن إجراءات تصعيدية ويحملون الوزير الأول ووزير الاتصال كامل المسؤولية   الشعلة الطلابية تندد باقتحام قوات الأمن للمعهد العالي   مدير المعهد العالي: أحداث الأمس كان سببها تصرفات غير مبرر من بعض الطلاب   الاتحاد العام يدين اقتحام السلطات الأمنية للحرم الجامعي ويطالب باطلاق سراح المعتقلين   "الاتحاد الوطني" يتهم إدارة المعهد العالي بالفشل.. ويدعو لإطلاق سراح الطلاب المعتقلين   السلطات تقرر إغلاق المعهد العالي لمدة يومين والطلاب يعتصمون احتجاجا على اعتقال زملائهم   برام والد الداه: "الحركة الانعتاقية تلتزم بالنضال ضد كل أشكال الظلم و اللاّعقاب بكل الطرق السلمية المتاحة"  
البحث

الجريدة
الموقع القديم
مقابلات

محمد يحيى ولد حرمة نائب رئيس الحزب الحاكم يقول في مقابلة مع "اخبار نواكشوط": ندعو المعارضة للحوار ونستغرب حرصها علي دخول الحكومة على مشارف الانتخابات

اضغط لصورة أكبر
محمد يحي ولد حرمة تصوير

أخبار نواكشوط: محمد يحي ولد حرمة، ترأستم الفريق الذي صاغ برنامج رئيس الجمهورية في شكله النهائي، والذي تقدم به لانتخابات يوليو 2009، ماذا تحقق من هذا البرنامج بعد سنة من تنصيب ولد عبد العزيز رئيسا للجمهورية؟

ـ محمد يحي ولد حرمة: قبل الجواب علي السؤال أذكر بان برنامج رئيس الجمهورية، الذي زكاه الشعب الموريتاني يستهدف عدة محاور في مقدمتها إعادة تأسيس الإدارة والجهاز الحكومي وبناء الجهاز المؤسسي لأنه الإطار المحدد لنجاح أو إخفاق أي عمل يراد القيام به فعليه يتوقف النجاح والفشل.

وفي هذا الإطار تعتبر مكافحة الفساد من الدعائم الأساسية لبرامج الإصلاح، لأنه مع استمرار هدر المال العام والعبث بالممتلكات العمومية، فلن يكون هناك أمل في أي إنماء اقتصادي. لذا يعتبر محور مكافحة الفساد محورا جوهريا سيسمح بنجاح عملية الإنماء، ثم أن عملية إعادة تجديد وعصرنة الجهاز الإداري من خلال بث ديناميكية جديدة عن طريق قدرات وخبرات شابة مكونة تكوينا جيدا سيساهم هو الآخر في هذه العملية.
 وللإجابة سؤالكم، أعتقد أن حصيلة سنة من عمل الحكومة بعد الانتخابات وكما قدمها رئيس الجمهورية محمد ولد عبد العزيز في برنامج اللقاء المباشر مع الشعب في وسائل الإعلام، أثبتت انه لا يوجد أي محور من محاور البرنامج إلا وقد تم فيه عمل ضخم وانجازات كبيرة واضحة كالشمس في منتصف نهار سماؤه صافية صفاء قلوب المؤمنين ومن يجحدها فاستغفر الله له.
 ولتسليط الضوء علي بعض هذه الانجازات سأبدأ بقطاعات مهمة، انجازاتها كبيرة وشاملة قل الحديث عنها وهي القطاعات الاقتصادية، حيث يجمع الكل علي ان موريتانيا عرفت في الأعوام الماضية أوضاعا اقتصادية صعبة ازدادت حدتها بالحصار المفروض عليها خلال المرحلة الانتقالية وبقدراتها الذاتية استطاعت الحكومة بترشيد ما لديها من موارد، تجاوز تلك المخاطر,
فلننظر إلي المشهد الاقتصادي اليوم، حيث عرف على سبيل المثال القطاع ألمنجمي والمعدني هذه السنة تطورا غير مسبوق في تاريخ البلد فشركة "اسنيم" التي كانت معروضة للبيع يسومها كل مفلس من سماسرة الغرب والشرق بثمن بخس لقلة مردوديتها وإفلاسها، هاهي خلال سنة واحدة ـ تتضاعف فيها سعر الحديد عالميا من 55 دولار أمريكي للطن إلي ما يزيد علي المائة وهذا من حسن الطالع ـ اكتسبت (اسنيم) مصداقية عالمية مكنتها من حشد مليار دولار أمريكي لتمويل برنامج طموح للعصرنة والإنماء، سيحدث نقلة نوعية في إنتاج الحديد حيث سينتقل من ما بين 10 إلي 11 مليون طن سنويا ليصل ما بين 14 إلي 16 مليون طن، كما سيسمح البرنامج بتحديث منشئات الشركة من موانئ وسكة حديدية وغيرها وقد يتجاوز رقم أعمال "اسنيم" هذه السنة أو القادمة مليار دولار أمريكي وهذه وضعية جيدة للغاية.
 ولننظر كذلك، وهذا لا يتحدث عنه أحد، إلى سعر الصرف حيث ظل سعر الأوقية في تبادلها بالعملات الأخرى ثابتا وللمرة الأولي في تاريخها مدة عامين، بعد ما كان سعرها مقابل العملات متدنيا باستمرار وهو ما ينقص من القدرة الشرائية للمواطنين.
 وفي مجال الزراعة تمت هذه السنة زراعة 20 الف هكتار ومن حسن الحظ كان الموسم المطري جيدا جدا، مما سيجعل الحالة الزراعية والرعوية تعرفا قفزة نوعية لم تشهدها منذ عقود خلت.
أما نتائج التنقيب عن المعادن النفيسة والنادرة، مثل الاورانيوم والذهب وغيرهما فكانت فوق التصور وفاقت التوقعات، تعلمون أن شركة تازيازت في موريتانيا بعد تحسين بنود عقد التقاسم معها بحيث تضاعفت نسبة العائدات للدولة، قد أصبحت اليوم تستغل ثاني منجم عالمي لاستخراج الذهب وستستثمر ما بين 700 إلي مليار دولار في موريتانيا ينضاف إلى هذه الطفرة في ميدان التنقيب عن المعادن "لكوارتيز" المستكشف قبل أسابيع في موريتانيا واليورانيوم في بئر النار والمؤشرات الواعدة في مجال النفط في تاودني حيث تجري شركة توتال التنقيب عنه وفي مراحلها النهائية من تقييم الجودة والكم.
 وباختصار، فمن ينظر إلي أي محور من محاور الاقتصاد الوطني، سيجد تحسنا واضحا في الصناعة والزراعة والبيطرة والمعادن وفي الأسماك، حيث أعيدت تركيبة هيكلة المنظومة الخاصة بالصيد البحري، خاصة في أسعار السمك ومنتجاته.
 هذا في الجانب الاقتصادي وفي الجانب الخدماتي لصالح المواطنين فا لانجازات لا تحصي لان برنامج رئيس الجمهورية، يشمل جانبا خدماتيا بالغ الأهمية في الصحة والتعليم والإسكان والمواصلات، حيث تم استحداث عدد من المراكز الصحية وجهزت لمعالجة أمراض منها السرطان وتصفية الكلي وغيرهما وقد عممت المرافق الصحية في كافة أنحاء موريتانيا وشملت أكثرية عواصم الولايات، التي أصبح فيها من التجهيزات والخبرات ما يغني سكانها عن التنقل خارج الولاية لطلب العلاج، حيث كان يكلفهم ذلك ما فوق طاقاتهم.
 وفي ميدان الإسكان، تعرف موريتانيا اليوم طفرة لتوفير السكن اللائق للمواطنين، عن طريق توزيع القطع الأرضية عليهم في أحياء مزودة بجميع مرافق الحياة، من طرق وماء وكهرباء ومرافق صحية وتعليمية وإدارية وأمنية وثقافية ورياضية، لم تكن متوفرة في الأحياء الموجودة منذ عقود من الزمن.
 وفي هذا المجال يجب الاعتراف لولد عبد العزيز، بأنه استطاع أن يحل لسكان نواكشوط مشاكل الانقطاع الكهربائية الدائمة، حيث استمرت هذه الخدمة الأساسية في أنحاء العاصمة وزودت بها أحياء الإسكان الجديدة، مع أن المحطة الجديدة التي ستنتج 36 ميكاوات في نواكشوط لم تشتغل بعد وهي المحطة التي سيتم تشغيلها قريبا وستنضاف إليها محطة أخري طاقتها الإجمالية مائة ميكاوات، ستعلن مناقصة انجازها خلال الأسابيع القادمة بتمويل من الصندوق العربي للإنماء الاقتصادي والاجتماعي 
 وبخصوص توفير مياه الشرب، هذه نواكشوط اليوم يشرب سكانها من ماء نهر السنغال، الذي تمت تصفيته وجلبه، بعد عطش دام عقودا استحال أمام الأنظمة الماضية التغلب عليه وهو ما تحقق خلال سنة بعد انتخاب ولد عبد العزيز و بعزمه وصرامته على إسعاد المواطنين وتسخير المال العام لذلك.
 وخلاصة جوابي علي سؤالكم، هي أن المحاور الأساسية في السياسات العمومية التي تهدف الي تنفيذ برنامج الرئيس، قد قطعت في تطبيقها أشواطا كبيرة مقارنة مع الفترة الزمنية القصيرة التي لا تتجاوز سنة وهذا نجاح باهر يؤكد أن البرنامج سيطبق تماما في المأمورية الرئاسية.
أخبار نواكشوط: هل تعلمون أن شرائح واسعة من مختلف الفئات الاجتماعية، يمكن وصفها بأنها غالبية السكان لا يشاطرونكم هذه النظرة، بل يرون الأمور الاقتصادية والحالة العامة لمعيشة الناس عكس ما تصفون، ما تفسيركم لذلك؟
 محمد يحي ولد حرمة: مادام السؤال في صميم القضايا الاقتصادية، أظن أن الجميع متفق على أن الشأن الاقتصادي خاضع لأرقام ومعايير، والثرثرة فيه لا فائدة منها، فالمعايير الموضوعية في المجال الاقتصادي، هي نسبة النمو والتي تعتبر اليوم في موريتانيا من أعلى النسب في إفريقيا أو على الأقل فوق المتوسط، حيث تقارب 5 % وهذا معروف وقد تكون سنة 2010 الجارية بالغة الأهمية، نظرا لارتفاع سعر الحديد بصورة خاصة وأسعار النحاس والذهب وغيرها من المعادن الاستخراجية، لما لذلك من تأثيرات علي النمو، حيث بلغ سعر أوقية الذهب 1360 دولار وسعر النحاس، حسب الاستطلاعات هذا الأسبوع، سيصل السنة القادمة إلي سقف تسعة آلاف دولار للطن والحديد تجاوز مائة دولار ويتجاوز في السوق المفتوح 150 دولار للطن.
 وهذه المؤشرات تجعل نسبة النمو في السنتين الحالية والقادمة، أحسن مما كانت عليه السنة الماضية والتي كانت جيدة وهذا موضوعي، ويؤكده ثبات سعر الأوقية خلال السنتين الماضيتين، لان العملات تعبر إلى حد ما عن قوة الاقتصاد لأنها تشكل نقطة توازن بين عرض العملات وطلبها وذلك ينم عن قوة الصادرات بصفة خاصة.
أخبار نواكشوط: مادام سعر الأوقية، يعبر عن حالة الاقتصاد بماذا تفسرون انخفاض قيمتها منذ أسابيع وبشكل مذهل، حيث قيمتها اليوم في البنك المركزي 398 أوقية مقابل الأورو الواحد وهو نفس سعرها يوم الثالث أغسطس 2005 الذي أطيح فيه بحكم ولد الطائع؟
محمد يحي ولد حرمة: قبل الإجابة اطرح سؤالا واردا هنا "لو كنا في تسيير آخر كما كان عليه الحال في الأنظمة الماضية حيث ظلت الأوقية في تدن مضطرد فماذا ستكون عليه حالتها اليوم؟"، أنا قلت سابقا ان سعر الأوقية استقر سنتين كاملتين لم يطرأ عليه أي تغيير بعد ما كانت تتدهور سنة يعد سنة، بما يعني ان استقرارها مؤشر جيد علي حسن التسيير والصرامة في محاربة الاحتكار والمضاربات بالعملة كما كان يحدث.
 ومرد هذا لاستقرار هو ان نسبة عائدات موريتانيا من صادراتها كانت جيدة والبرنامج الداعم للتنمية في موريتانيا والذي حصلت عليه في الطاولة المستديرة في ابركسل هذه السنة يرصد ما فوق ثلاث مليارات دولار للبرنامج الإنمائي ـ الاقتصادي وللاستثمارات.
 وحسب المعطيات الغير قابلة للتفنيد، لان التأكد منها سهل، تثبت ان مؤشر النمو مرتفع في جميع القطاعات حيث وصلت نسبته ما يقارب 5% وقد تزيد هذه السنة وكذلك الواردات الأخرى في تحسن مثل الجبايات التي تعبر عن النشاط الاقتصادي بوصفها موارد تأخذها الدولة عليه.
 أما قولكم ان الكثيرين لا يشاطروننا وصفنا لحالة البلاد الاقتصادية والاجتماعية، فذالك عائد مع الأسف إلي أن الرائج من الأقوال هي دعايات لطبقة دعني ـ كي لا أصفها بشيء آخر ـ اكتفي بوصفها بأنها كانت مستفيدة من الأنماط التسييرية التي اعتمدت في السنوات الماضية ولا استغرب أن تكون لهذه الطبقة مآخذ على أنماط التسيير الحالية، لأنها جففت مواردها التي كانت تستفيد منها.
 إلا أن المواطن العادي، من موظفين عاديين في القطاعين العام والخاص ومنمين، قد استفادوا من هذه الأنماط التسييرية الحالية، لان نسبة الأجور ظلت في ازدياد وعمت المنافع من علاوات سكن ونقل وتأمين صحي وقطع أرضية للسكن، على الجميع بدل اقتصارها على فئة قليلة من المحظوظين لاعتبارات غير شفافة ولا عادلة، وكل هذه خدمات منها ما هو مالي ومنها ما هو غير مالي استفاد منها الكل كثيرا.
أخبار نواكشوط: تحظي موريتانيا بدعم مالي خارجي كبير، إلا أن فوائده معدومة على أرض الواقع، فلا وجود لمشاريع مدرة للدخل والخالقة لفرص العمل، والأسعار في ارتفاع مستمر، مما جعل المواطنين يعتبرون أن مردودية ما تسمونه انتم الفساد، أفضل بالنسبة لهم كثيرا، مما تسمونه اليوم بالترشيد وحسن التسيير ما هي قراءتكم لذلك؟
محمد يحي ولد حرمة: كما قلتم، البلاد تحظي باهتمام جميع المولين الدوليين وتجسد ذلك في قرارات الطاولة المستديرة في بروكسل، التي حصلت فيها موريتانيا على فوق ثلاثة مليارات دولار، وحصلت على دعم جميع المستثمرين الخارجين، حيث هناك مليار دولار لاستخراج الذهب من تازيازت ومليار في استخراج الحديد ومئات الملاين استثمرتها شركة توتال في البحث عن النفط وهذه أرقام صحيحة لا غبار عليها، تعبر عن حقيقة اقتصادنا اليوم.
 أما الأسعار التي تكلمتم عن ارتفاعها، فمن يتوفر في عالمنا اليوم، على حل سحري لمشكلة الأسعار التي لا تمكن السيطرة عليها، لأنها تضخم مستورد إلى حد ما، حيث تتحدد حسب قيمة مواد أجنية نستوردها بأسعارها المرتفعة دوما في الأسواق العالمية والحل الوحيد لمعضلة الأسعار، يكمن في تشجيع الصناعة الوطنية والإنتاج المحلي ليكون بديلا عن الاستيراد وهذا مهم خاصة في قطاعات الغذاء والحبوب واللحوم وغيرها.
 وفي هذا الإطار، رسمت الحكومة سياسات عمومية لتحقيق هذا الهدف، فعلى سبيل المثال يوجد من ضمن المشاريع التابعة للوكالة الوطنية للدراسات ومتابعة تنفيذ المشاريع، مشروع بتمويل هندي لإقامة وحدات إنتاجية داخل البلاد، من ضمنها مسلخة وطنية ومصنع للحليب وآخر لدباغة الجلود وصناعة الأعلاف والسياج لحماية المزارع وهذه مشاريع واعدة سوف نستغني بها عن استيراد حاجياتنا في هذه المجالات.
 وبخصوص البطالة، أظن انه من الدماغوجية ادعاء أي نظام، أن بمقدوره القضاء عليها بدون نمو اقتصادي، لأن القضاء عليها يتم بتوفير فرص العمل وذلك مرتبط ارتباطا عضويا بالنشاط الاقتصادي وبنموه، ومما لاشك فيه أن هذا النمو، الذي بدأ في موريتانيا وهو الآن في إرهاصاته الأولي، إذا استمر سنوات على هذه الوتيرة، سوف تكون هناك عمالة وحسب معلوماتي فقد حصل قدر من التوظيف في الصناعات الاستخراجية في اكجوجت وفي تازيازت وعلي مستوي "اسنيم"، التي سيخلق برنامجها الإنمائي آلاف وظائف العمل في القطاع ألمنجمي وفي الوظيفة العمومية، تم مؤخرا الإعلان عن اكتتاب ما بين 1300 إلي 1500 موظف.
 وباختصار دعني أقول، إنه للمرة الأولي تتحرك الأمور نحو الأفضل، حيث انعكس التيار، فقد كنا في السنوات الماضية لا نسمع إلا عن طرد العمال وتسريحهم من وظائفهم نظرا لإفلاس مؤسسات الدولة وشركات القطاعين العام والخاص، والآن قل يوم لم نسمع فيه عن اكتتابات جديدة ولم نسمع قط بفصل أي عامل وهذا شيء طيب يجب الاعتراف به.
أخبار نواكشوط: يتساءل البعض عن مصادر تمويل برنامج الطرق المنفذ حاليا في موريتانيا، خاصة داخل نواكشوط وكذلك عمليات تخطيط الأحياء العشوائية، ما ردكم علي هؤلاء؟
محمد يحي ولد حرمة: عموما الطرق على نوعين منها الرابط بين المدن والباهظة التكاليف ويمول ما هو موجود منها في موريتانيا من طرف مؤسسات التمويل المتعددة الجنسيات، أما الطرق الحضرية فتمويلها وطني علي حساب ميزانية الدولة، وأستبعد وجود أي بلد يسترشد عن إقامة الطرق داخل مدنه ولا أتصور أحدا يقلل من أهمية هذه الطرق او يشكك في مصادر تمويلها، وأتمنى في هذا المجال أن لا يستدل احد بما يعرف في نفسه على مصادر وتنفيذ هذا البرنامج، وأدعو الجميع لمعرفة مصادر تمويله الي تصفح الميزانية العامة بدل اللمز والغمز، كما علينا أن نحمد الله علي أننا أخيرا أصبحنا بطرقنا، ونتطلع الي القضاء علي الأحياء العشوائية في مدننا.
أخبار نواكشوط: ما هي أهم التحديات الأمنية والسياسية التي تواجه موريتانيا اليوم؟
محمد يحي ولد حرمة: سأبدأ بالتحدي السياسي، لان السياسة في نظري تحدد كل شيء... أنا أظن أننا اليوم وقد استكملنا منظومتنا الدستورية والمؤسسية عن طريق انتخابات شفافة بعد وضعية كانت متأزمة بين الأقطاب السياسية الموريتانية وبدأنا مرحلة جديدة، علينا أن نراجع ما يستحق المراجعة من قوانيننا بدون حدود، بما فيها الدستور ونبحث عن اكبر قدر من الإجماع لتحديث وعصرنة هذه القوانين، التي أظهرت التجربة نواقص في بعض جوانبها، منها علي سبيل المثال ما يتعلق بالتعاطي مع المجالس البلدية وانتخاب العمد وغيرها وفي اعتقادي ان القوانين المتعلقة بالأحزاب وبالانتخابات وبعض جوانب من الدستور يمكن مناقشة تغيرها.
 وللوصول إلي هذا الهدف، أرى أن ما يسمي بالحوار السياسي الديمقراطي بين الأطراف السياسية، قد أصبح ضرورة لحشد اكبر قدر من الآراء لمحاولة التقرب من الإجماع حول عدة مواضيع ونحن في الاتحاد من اجل الجمهورية وفي الأغلبية الرئاسية، كنا سباقين في هذا المضمار حيث دعونا في الايام التفكيرية التي نظمتها الأغلبية الرئاسية إلي مراجعة كل هذه النصوص بدون تحفظ والي فتح حوار سياسي بين الأقطاب السياسية في البلد.
ومع الأسف ـ وأرجو ان لا يطول ذلك ـ رفضت المعارضة المشاركة في تلك الأيام وشهدت المرحلة التي تلت ذلك بعض التحركات التي أدت إلى تغيير ملامح المشهد السياسي، حيث تقربت بعض الأحزاب السياسية من الأغلبية وهي اليوم في حوار معها، كما بدأت مواقف بعض هذه الأحزاب كـ"التكتل" تتميز عن مواقف المعارضة بخصوص موضوع الأمن.
 وخلاصة القول في المجال السياسي، أن فترة مراجعة وتحديث وعصرنة المؤسسات ضرورية ومن اجل هذا ومن أجل أشياء أخري فالحوار السياسي داخل الطبقة السياسية ضروري كأداة للوصول إلى هذا المبتغي.
أخبار نواكشوط: المعارضة تعرب دائما عن رغبتها في الحوار بل تطالب يه ولها شرط واحد، ترى أنه بسيط وهو ان تكون مرجعية الحوار اتفاق دكار الذي ينص على ذلك، لما ذا انتم في الأغلبية ترفضون هذا المطلب كمن آمن بشق الاتفاق المتعلق بالانتخابات وكفر بجميع بنوده الأخرى؟
 محمد يحي ولد حرمة: أنا أعطي للجميع الحق في أن يطالب بتطبيق اتفاق دكار، باستثناء المعارضة لأنها أول قطب تنكر لها من أقطابها الثلاثة الموقعة عليها، وهنا سأكرر بقدر من التفصيل، أغنية طالما كررتها، لأنني كنت معنيا في مرحلة بهذا الاتفاقـ، الذي كان بين ثلاثة أقطاب سياسية للخروج بموريتانيا من أزمتها بإجراء انتخابات لاستكمال المشهد الدستوري في موريتانيا وهذا هو الهدف من الاتفاقية لا يوجد هدف آخر لها.
 وهنا يجب توضيح، أن الاتفاقية لها هدف واحد لا ثاني له هو تنظيم انتخابات رئاسية ووقعها ثلاثة أقطاب والحكم بينهم مجموعة الاتصال التي تمثل المجتمع الدولي وهذا هو المشهد "ثلاثة أقطاب سياسية متنافسة في انتخابات رئاسية وراع بينهم هو صاحب القول الأخير في ما يجري" وقد أجرينا انتخابات الثامن عشر يوليو 2009، حيث أعضاء مجموعة الاتصال الدولية، كحكم واللجنة الوطنية للانتخابات التي 2/3 من أعضائها عينتهم المعارضة مشرفة، ووزارة الداخلية التي كان يديرها اخ من المعارضة، معنية بإعلان النتائج والمجلس الدستوري، يستقبل الطعون، هؤلاء جميعا، أجمعوا على أن هذه الانتخابات، كانت شفافة وذات مصداقية ونزيهة، هذه هي الأوصاف الثلاثة التي أطلقوها عليها ونص عليها بيان مجموعة الاتصال الدولية والتي تضم ممثلين عن الدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن وعن الاتحاد الأوربي والإفريقي والسنغال.
كيف لقطبين خسرا الانتخابات أن يحكما عليها خارج هؤلاء لعدم فوزهما بثقة الناخب الموريتاني ويطعنوا فيها بالأباطيل، فالسؤال الذي يجب طرحه قبل كل شيء هل هذا يشكل خروجا سافرا علي اتفاق دكار مادام الهدف منه ينحصر في الانتخابات واعتراف المراقبين والمشرفين عليها بنتائجها؟ فهل من لم يعترف بتلك النتيجة، يعد خارجا على الاتفاق أم لا؟ اعرض هذا على من شئت من الأخصائيين في القوانين وأصحاب المنطق وغيرهم، أما أنا فاجزم بان ذلك يعد خروجا سافرا لا يمكن تفسيره بأي شيء سوي وأد المعارضة لاتفاق دكار نظرا لعدم فوزها بالانتخابات.
 ومن دواعي الغرابة والسخرية في نفس الوقت، أن المعارضة بعد عدة أشهر استيقظت فجأة كالمستيقظ من سبات عميق، مازالت أفكاره متشتتة وتذكرت اتفاق دكار مع أمور أخري ونسيت أنها سبق أن وأدته نهارا جهارا. هنا أقول لهؤلاء، "إن من وئد شيئا لا يمكن أن يستجدي به" ونحن في الأغلبية نعرض عليهم أكثر من ذلك وندعوهم إلى حوار سياسي واضح المعالم مبرراته الدستورية "الأغلبية والمعارضة يتفاوضون".
 وهنا أنبه المعارضة إلى جملة من الأخطاء ارتكبها أصحابها منها، القول إن رئيس الجمهورية لم يدعوهم صراحة للحوار، ناسين أو متناسين أن الاتفاق الذي يتشبثون به موقع بين أقطاب سياسية، لا يوجد من ضمنها رئيس الجمهورية وهذا نص ما ورد في اتفاق دكار بشان الحوار، "يجري حوار جامع بين جميع القوي السياسية في موريتانيا" ولا ينحصر على موقعيه الثلاثة، كما هو واضح من النص.
 ونحن في الأغلبية الرئاسية ندعو إلى هذا الحوار السياسي الجامع بين كافة الأقطاب السياسية في موريتانيا تحت مسطرة نواكشوط وهذا العرض الحواري الذي نتقدم به أوسع كثيرا من اتفاق دكار.
لكن علينا أن نتساءل عن سبب هذه الاستماتة من أجل التشبث باتفاق دكار كمرجعية للحوار من قبل المعارضة التي تتشكل من أناس عقلاء يعرفون مصالحهم، الجواب هو كون هذا الاتفاق يتضمن سطرا واحدا يشكل بيت القصيد لديهم علهم من خلاله يصلون إلي مآربهم الغير معلنة والسطر يقول "تجري تفاهمات من اجل شراكة سياسية" وحين قال رئيس الجمهورية في البرنامج التلفزيوني المباشر عن حصيلة سنة بعد الانتخابات، انه يقبل حوارا لا حدود له في أي وقت ومكان يتناول جميع المواضيع، وفي رده على سؤال يتعلق بقبوله بمرجعية دكار وبإشراك المعارضة في الحكم، قال هذا لا يعنينا وانه لن يشرك المعارضة في الحكومة، لتبقي تلعب دورها الديمقراطي في نقد الأغلبية ومراقبة تسييرها وتنبيهها علي الأخطاء.
 هذا الجواب أثار حفيظة المعارضة وأغضبها وقالوا "الأغلبية تنصلت من اتفاق دكار ومن تعهداتها والتزاماتها"، مما يعني ان المعارضة وكما صرح بذلك بعض رموزها في مناسبات سابقة، كل ما تريد من وراء مطلب الحوار، دخول الحكومة.
 ونحن في الاغلبية وبعد تحليل موضوعي استغربنا رغبة المعارضة في دخول حكومة تفصلها عن تنظيم انتخابات برلمانية وبلدية سنة واحدة، وهي فترة في التاريخ الديمقراطي، يستغلها كل طرف سياسي لتجميع قواه للتحضير للانتخابات وليست فترة لتشكيل حكومات.
أخبار نواكشوط: نعود للتحدي الأمني، ما سر حملة النظام النافية لحربه على القاعدة، التي سبق أن أعلنها، خاصة أن هذه الحملة جاءت بعد العمليات العسكرية الأخيرة في الأراضي المالية؟
محمد يحي ولد حرمة: استهل جوابي بالتذكير بأن أسباب غالبية ما يحدث من عدم استقرار في العالم اليوم، ترجع أصوله البعيدة إلى مظلمة كبيرة هي مظلمة فلسطين، التي تولدت عنها القضية الفلسطينية، عندما اخرج الفلسطينيون من ديارهم وحل محلهم شعب آخر كان شتاتا في العالم وكان عرضة للمحارق وغيرها من المظالم، وادخل في أوكار وديار الفلسطينيين بعد ان اخرجوا منها ظلما وعدوانا، وبدأت المقاومة الفلسطينية العملاقة، التي كانت نموذجا في تحدي المحتل والصمود في وجهه، رغم قوته وضعف وسائلها، هذا هو سبب ما يشهده العالم العربي ـ الاسلامي اليوم من مشاكل وحروب وعدم امن واستقرار.
 وهنا أعود إلي التجليات الحالية لظاهرة الإرهاب، الذي امتطى بعد نقلات كثيرة، الغلو الديني لتبرير بعض الممارسات التي يحرمها الدين، مثل ما تقوم به هذه العصابات الإجرامية القاطنة في شمال مالي وهي نتيجة لتحولات نوعية لحركة معروفة كانت تعيث فسادا في الجزائر قبل ان تستوطن الشمال المالي بعد ان دحرتها الجزائر وتسمت بتسميات أخرى جديدة.
 إن الإرهاب ظاهرة كونية عابرة للقارات وصلت الساحل الإفريقي والمغرب العربي قادمة من الشرق الأقصى مرورا بالشرق الأدنى وهي عابرة للحدود بيننا ودول الجوار واستهدفت موريتانيا مرارا، حيث قتلت عشرات العسكريين وقتلت واختطفت الرعايا الأجانب المسالمين في موريتانيا.
ولكوننا لا نولي الدفاع عن وطننا لأحد، مع وجود هؤلاء بين ظهرانينا، رسمنا خطة للتعاطي مع الظاهرة بعد تفكير جاد، عمادها الاستباق والعمل ألمخابراتي، حيث تسبق كل عملية، استخبارات دقيقة مما يستدعي منا التنسيق ألمخابراتي مع دول الجوار ومع جميع أنظمة الدول المهتمة بظاهرة الإرهاب.
وعند ما نتأكد من وجود عصابات تهدد أمننا نستبقها ضمن اتفاقيات واضحة المعالم مع دول الجوار على المستويين الثنائي ولإقليمي ونضربها في أوكارها قبل الدخول في أراضينا وهذا ما قمنا به وقد أعطى نتائج جيدة واعتقد أن الأمن اليوم بدأ يتحسن بصورة جوهرية وهذه العصابات أصبحت في معاقلها تدرك مدى يقظة وصرامة وقوة قواتنا المسلحة وان جاهزيتها عالية.
 وفي هذا الصدد أجزم بأنه لأول مرة في تاريخ موريتانيا تكون قواتنا وقوات أمننا على هذه الدرجة من التجهيز والتنظيم والتكوين والتأطير والقدرة على القيام بجميع مهامها المتعلقة بحماية أمن الحوزة الترابية وأمن وسلامة كل من يقطن الأرض الموريتانية من مواطنين وأجانب وقد تحقق ذلك برصد الإمكانيات وبحسن تسييرها.
أخبار نواكشوط: المعارضة تقول إنها لا تعارض بتاتا محاربة الإرهاب ولا تقلل من خطورته، لكنها تطالب بحشد أكبر قدر من الإجماع الوطني حول هذه المهمة وان يمر إعلان الحرب بالبرلمان كما ينص الدستور علي ذلك، لم ترفضون هذا رغم توفركم على أكثرية برلمانية؟
 محمد يحي ولد حرمة: مع أنني لست خبيرا في القانون الدستوري، أرى أن المطالبة بمرور محاربة هذه العصابات بالبرلمان، خطأ، لكون المادة 30 من الدستور تنص بما لا لبس فيه علي أن "رئيس الجمهورية، هو من يحدد ويدير السياسات الأمنية والدفاعية"، كما تقول المادة 58 أن "الإعلان عن الحرب يجب أن يمر بالبرلمان" والسؤال هنا، هل هذه العمليات تعتبر حربا بمفهوم هذه المادة؟ وهل محاربة هذه الجماعات غير المصنفة والتي تتاجر بالمخدرات ولأسلحة والهجرة، بمثابة الحروب التقليدية بالمفهوم الدستوري؟ ومنذ الحرب العالمية الثانية إلى اليوم أين الحرب في العالم التي عرض إعلان خوضها على البرلمان؟ باستثناء حرب الفوكلاتد مالوين التي عرضتها الحكومة لبريطانية على البرلمان، هل عرضت الحرب في فيتنام وأفغانستان والعراق وغيرها من الحروب على البرلمانات؟ لان الدول تصنف هذه الحروب بأنها عمليات بوليسية ودفاعات عسكرية عن النفس وليست حروبا بالمعني العسكري، ولذا يجب علي المطالبين بعرض عملياتنا نحن ضد العصابات الإجرامية،علي البرلمان، أن يراجعوا خبراء في القانون الدستوري.
 ومن الخطأ الفادح، تصنيف ما نقوم به نحن من تعاط امني مع ظاهرة أصحابها يتعاطون المخدرات ويمتهنون الإرهاب في خانة الحرب التي يجب عرضها على البرلمان، وهنا اكرر أننا لسنا في حرب مع أي دولة ولا أي تنظيم بل نطارد ونستبق عصابات إجرامية حيث ما وجدت للقضاء عليها.
أخبار نواكشوط: يقول البعض إن موريتانيا تخوض حربا بالوكالة عن فرنسا بدليل أنها دخلتها عندما اختطف الفرنسيون، ولم تدخلها عندما تم الاعتداء علي القوات الموريتانية 2005 و 2008، وشاركت في عملية لتحرير الرهينة الفرنسي "ميشيل جرمانو"، ما ردكم؟
محمد يحي ولد حرمة: لكي نكون واضحين هذه ليست حربا بالوكالة عن احد وأظن أن فرنسا لديها من القواعد القريبة من تواجد هذه الجماعات والقادرة علي شن عمليات عليها، ما يغنيها عن الاستعانة بغيرها وكل ما في الأمر أن تنسيقا في المجالات الاستخباراتية، قائم بيننا مع فرنسا كدولة صديقة لمواجهة هذه ظاهرة العابرة للقارات والتي تهدد الجميع، وقد يكون من باب الصدفة، تزامن عملياتنا ضد الإرهابيين والتي حضرت منذ فترة، مع اختطاف فرنسيين.
 وهنا أهيب بالجميع، بان يتعقلوا في كل ما يقولن في هذا الموضوع. أولا المعسكر الإرهابي الذي استهدفته قواتنا، كان من ضمن أفراده قادة من هذه العصابات وخبراء في مجال المتفجرات، قضت عليهم قواتنا بعد متابعتهم ورصد أمكان تواجدهم، والثاني كان رتلا من 27 سيارة متجها الي موريتانيا ومن الأكيد انه لا يوجد من ضمنه مختطف، بل هو رتل عسكري متجه الي الحدود الموريتانية للاعتداء عليها، والصدفة لا تكفي دليلا على أننا نقاتل من اجل تحرير الفرنسيين.
 وعلي الجميع كذلك إدراك أن المتضرر الأول من هذه العصابات هو موريتانيا التي وصلت عملياتهم ضدها فيما اعتقد 15 عملية، ولذا فنحن بقدر ما نحن أكثر تضررا، نكون أكثر نشاطا واندفعا من غيرنا في محاربة المعتدين.
أخبار نواكشوط: ما ردكم على ما نشرته قبل يومين صحيفة الشروق الجزائرية، وهو أن فرنسا هيأت لحربها علي القاعدة بانقلاب ولد عبد العزيز وتنصيبه رئيسا لموريتانيا؟
محمد يحي ولد حرمة: إذا كان هذا الخبر قد نشر، كما ذكرتم فهو افتراء وكذب، ولا علاقة للحرب المفترضة بين وفرنسا وتنظيم القاعدة بأي تغيير للنظام في موريتانيا، والكل يتذكر ان فرنسا هي أول من أدان التغيير الذي حصل في السادس من أغسطس 2008 والذي كان عملية تصحيحية شاركت فيها القوي المدينة والبرلمانية وكافة القوي الحية في البلاد مع القوات المسلحة، فلو كان ما قلتم صحيحا لكانت فرنسا من المرحبين بهذا التغيير.
 والجميع يتذكر ان العلاقات الموريتانية الفرنسية، تحسنت بعدما تشكلت مجموعة الاتصال الدولية لمتابعة ما يجري في موريتانيا بعد ان تبين للجميع ان ما حصل من تغيير للحكم كان ضرورة في مصلحة موريتانيا ومصلحة المنطقة واستقرارها عند ذلك بدأ العالم يؤيده.
أخبار نواكشوط: ما هي العلاقة القائمة بين حزب الاتحاد من اجل الجمهورية ورئيس الجمهورية محمد ولد عبد العزيز؟
محمد يحي ولد حرمة: الرئيس، كان المؤسس للحزب، وبعد انتخابه رئيسا للجمهورية، انتقلت علاقاته بالحزب الي علاقات دستورية، حيث يقتضي الدستور بأن يكون رئيسا لجميع الموريتانيين، مع وجود تعاطف خاص مع الحزب وصلة به، لأنه حزب داعم للرئيس وأساس القوي الذي انتخبته وهذا يخلق بين كل رئيس وأغلبيته علاقة متميزة عن علاقاته بالطيف السياسي الآخر.
 
أخبار نواكشوط: هل للحزب برنامج منفصل عن برنامج رئيس الجمهورية؟
محمد يحي ولد حرمة: للحزب، طبعا برنامجه المؤسسي الذي يدار به كهيئة، لكن برنامجه السياسي الذي تنفذه الحكومة ويدعمه الحزب هو برنامج رئيس الجمهورية، الذي على أساسه انتخب وتبناه الحزب مائة في المائة، وصوتنا عليه، كما أن للحزب توجهاته الفكرية والعقائدية من عدة مواضيع وقضايا وطنية، كما هي مثبتة في إعلاناته السياسية ووثائقه وله استراتيجياته في هذا المجال، اما البرنامج كمجموعة من القضايا يجب اتخاذها كرزمات زمنية، فهذا برنامج رئيس الجمهورية الذي تنفذه الحكومة.
أخبار نواكشوط: ما هو التعريف السياسي لحزب الاتحاد من اجل الجمهورية؟
محمد يحي ولد حرمة: هو حزب وسطي تقدمي، لان جميع التجارب من ليبرالية متطرفة واشتراكية، قد أثبتت فشلها في السنوات الأخيرة جراء الأزمات المالية والغذائية وتشرذم الاتحاد السوفيتي وحزبنا يستمد أصوله من الرصيد الثقافي والحضاري الإسلامي العربي الإفريقي لموريتانيا والأفكار التقدمية، كما يتضح ذلك في بعض إعلاناته التي تقضي بان اشتراك السوق الاجتماعي، من أنماط التسيير الأقرب إليه.
أخبار نواكشوط: ما هي أيديولوجية الحزب ومفهومه للهوية الموريتانية، حضارة وثقافة وموقعا وموقفه من دعوة صار ابراهيما الأخيرة المتعلقة بالإقليمية؟
محمد يحي ولد حرمة: لنبدأ بدعوة صار، التي اعتقد أنها لا تستحق كثيرا من التفكير والأهمية، أنا أظن شخصيا أنه بقدر ما أن القضايا المطروحة قضايا عادية وجوهرية بالنسبة لكل البلاد فيجب أن تتضح توجهاتها الثقافية والحضارية، وانه بالنسبة لموريتانيا وتركيبتها سواء كانت اجتماعية او عرقية، اعتقد أن أمورها إلي حد ما واضحة، مع أن هناك مواضيع يمتطيها بعض المتطرفين الذين لا برنامج لهم وليس عندهم من البراغماتية ومن استهداف القضايا التي بها صلة بالحياة اليومية للمواطنين، لذا يرفعون هذه الشعارات الفارغة.
 وبخصوص هوية موريتانيا فهي محسومة كدولة عربية افريقية وأنا لا أزيدكم شيئا علي الدستور الذي ينص علي أن اللغة الرسمية، العربية واللغات الوطنية الأخرى هي، البولارية والسوننكية والولفية.
 وكل ما عدى هذا من النقاشات ليست نقاشات موريتانية، فما هو موريتاني ويعني شعبها بمختلف مكوناته واضح ولا خلاف عليه والتعليم والتعريب مواضيع قد حسمت وأرى أن العرض التهذيبي بالغ الأهمية من ناحية المضمون العلمي ومن حيث المواد والتوقيت وبرمجة العطل وتكوين المدرسين وتوجيه القدرات الشابة نحو الشعب العلمية والفنية، لأننا بحاجة إليها أكثر من غيرها من العلوم الإنسانية وهذا هو المهم والجوهري وغيره خزعبلات يتناولها البعض.
أخبار نواكشوط: ما هو موقف حزبكم من العبودية؟
محمد يحي ولد حرمة: العبودية قضية يجب استئصالها والقضاء عليها، وجميع مخلفات ورواسب هذا النظام البغيض الذي لا صلة له بأي شيء أخلاقي أو ديني، يجب استئصالها وان تكون الدولة صارمة في التعاطي مع هذا الموضوع ويجب على جميع قيادات الرأي، من مثقفين وعلماء واطر، ان يتناولوا هذا الموضوع من اجل إلقائه في مزبلة التاريخ، بصورة نهائية ويجب أن تقام برامج اجتماعية واقتصادية وثقافية وتمييزية إيجابا لصالح جميع الشرائح المتضررة منها وهذا أمر بالغ الأهمية.
أخبار نواكشوط: هل توافقون علي قول البعض بان العبودية موجودة فعلا في موريتانيا؟
محمد يحي ولد حرمة: دعونا نتفق على أنها انتهت وبقيت رواسب هامشية منها، هنا وهناك لكنها ليست مهمة مقارنة بالحالة التي كانت موجودة والتي يؤسف لها ويجب استئصالها واشتثاثها من هذا المجتمع.
اجري المقابلة: ماموني ولد مختار

تاريخ الإضافة: 24-10-2010 19:54:09 القراءة رقم : 2739
 الصفحة الرئيسية
 الأخبار
 قضايا و آراء
 تقارير
 مقابلات
 من نحن؟
 مابسي
 روابط
 اتصل بنا
 خارطة الموقع
 البريد الألكتروني
 الموقع القديم

عدد الزوار:40813805 جميع الحقوق محفوظة مابسي © 2009