الفائز بالمرتبة الأولى في برنامج "البداع" في لقاء خاص مع "وكالة أخبار نواكشوط"
خمسة أشهر من المنافسة مكنت موريتانيا يوم عيد الفطر المبارك من تتويج الشاب محمد نوح ولد محمد فاضل "بداعا" موريتانيا، ونجما أولا من نجوم برنامج "البداع" أحد أكثر البرامج الموريتانية متابعة على الصعيد الوطني.
موريتانيا عن بكرة أبيها تابعت فصول هذا البرنامج الذي شهد منافسة قوية أعادت للشعر الحساني وهجه وأفرزت مجموعة متميزة من المواهب التي ينتظر أن تتحف المتلقى في قادمات الأيام بالجديد والمتميز.
محمد نوح ولد محمد فاضل "بداع موريتانيا" من مواليد 1977 في قرية أم لمحار بمقاطعة تامشكط في ولاية الحوض الغربي.
أخبار نواكشوط كان لها السبق في لقائه ومعه تحدثت في قضايا عدة أفرزت فصول هذا اللقاء.
ردا على سؤال الجريدة بخصوص الطريقة التي يقدم بها محمد نوح ولد محمد فاضل نفسه للقارئ يؤكد ولد محمد نوح على أنه شخص مبدع اختاره الشعب الموريتاني بلجنة تحكيمه وجماهيره لتنصيبه "بداعا" كامل السلطة في أولى نسخ برنامج البداع، وحول فكرة مشاركته في فصول هذا البرنامج، يبين محمد نوح ولد محمد فاضل أن الفكرة جاءته بعد سماعه من بعض زملائه بإعلان التلفزة الموريتانية عن إطلاق النسخة الأولى من برنامج البداع الخاص بالأدب الحساني، وأضاف: "ألح على زملائي بالمشاركة، وأتذكر جيدا أنني ساعتها كنت مشغولا بامتحانات الجامعة، ومع ذلك اتصلت على الموزع الصوتي وسجلت المطلوب مني، وما هي إلا أيام حتى اتصلت بي إدارة البرنامج وأكدت لي أنني أصبحت مشاركا في البرنامج واخترت "طلعة صغيرة" كانت مميزة لأنها تصنف في جانب "الطلعة الطرشة" من "لبتيت الناقص" وهو من أصعب "أبتوت" الشعر الحساني وكان لهذه المشاركة صداها الطيب لدي الجميع، وأتذكر جيدا أن لجنة التحكيم مجدت عملي، ولم تسجل عليه أي نقد مهما كان، وأشاد الجميع بجهدي كشاب جامعي يقدم صورا إبداعية يفترض بصاحبها أن يكون صاحب تجربة طويلة في هذا الميدان، وهو ما أكد للجميع على أنني قادم بقوة قياسا إلى الصور الشعرية المكثفة التي قدمتها من خلال مشاركتي تلك، وقد لقبت منذ تلك الحلقة ب"شاعر الرومانسية" و"بداع أخناشيش أفله".
وعن مشاركته الثانية يتحدث محمد نوح ولد محمد فاضل قائلا: "كان على في هذه الحلقة "تطلاع كاف "التوحيد" للمختار ولد الميداح وقد أعجب الجميع بمشاركتي بل ورأوا فيها إبداعا قل أن يقدم، وحول المشاركين ومستوياتهم يتحدث محمد نوح ولد محمد فاضل قائلا: "الشباب المشارك في هذه النسخة من برنامج البداع كانوا جميعا في المستوى وخاصة من بلغوا المراحل النهائية، وكانوا جميعا يستحقون لقب "البداع" وإن كنت أأكد على أن ثمة مجموعة تحتاج لتطوير مواهبها من خلال متابعة جديد الأدب الحساني وقراءة ما خلفه الآباء والأجداد في هذا الفن العظيم، ولو لم أكن أنا شخصيا البداع لكنت اخترت الأستاذ اب عالى ولد آكجيل قياسا إلى أنه رجل كفء ويفيض شاعرية ويبتعد أيضا بشكل كبير عن الميوعة التي كانت منتشرة قبل برنامج البداع أو مدرسة البداع على الأصح.
حديث عن عبد الله السالم ولد المعلى...
وحول مغادرة عبد الله سالم ولد المعلى للجنة التحكيم يؤكد محمد نوح ولد محمد فاضل أن مغادرة عبد الله السالم ولد المعلى للجنة التحكيم أمر حز في نفسه قياسا إلى انه شخص يتحدث عن جماليات "الطلعة" بشكل يؤكد قدرته الفائقة على تفكيك أبعادها وصورها، كما أن نقده نقد علمي وكان عندما يسمع نصا جميلا نحس بشاعريته التي تفيض كلمات رائعة لما نزل أجمعنا نتذكرها.
محمد نوح ولد محمد فاضل ردا على سؤال الجريدة بخصوص ما أثير من انحياز أو ما تم الحديث عنه من تجاوزات في الكواليس: "أكد أنه شخصيا لم يلاحظ شيئا من ذلك، لان اللجنة في نظره كانت لجنة متماسكة، واستطاعت أن تقدم البرنامج في صورة متميزة، خاصة وأنها أول لجنة للنقد الحساني وجميع المشاركين اتفقوا في النهاية على أن اللجنة لم تمنح أي شخص نقطة إلا إذا كان يستحقها.
ولد محمد فاضل تحدث عن ما لوحظ من وثوقية لديه بالفوز قائلا: "كانت نفسي مطمئنة على أنني سأتوج "بداعا" أول في موريتانيا، وكنت أؤكد للجميع على أنني بمشاركتي في هذا البرنامج لم أكن أبحث عن المال، وإنما كنت أريد أن أحقق هذا اللقب الغالي وما يتيحه من صفات معنوية، وكنت أمام الملأ قد أعلنت أن السيارة التي قد حصلت عليها لن أبيعها رغبة في تحسين وضعي المادي لأنها تعني بالنسبة لي الكثير.
وبخصوص ما إذا كان قد فكر في الانسحاب من البرنامج بأي حجة كانت أكد محمد نوح: "أنه لم يفكر في الانسحاب إلا في أحد الأيام حيث كان يستعد للمشاركة في إحدى الحلقات وتوجه إلى صالون للحلاقة وبسبب خطا أقدم الحلاق على حلق ذقنه كاملا ما جعله يفكر في الانسحاب من البرنامج.
أخبار نواكشوط سألت محمد نوح ما إذا كان قد تمت تهنئته من طرف شخصيات أدبية مرموقة فقال: "يؤسفني أن هذا البرنامج الذي أمضى خمسة أشهر وكان حديث الناس في كل مكان، ووظفت فيه طاقات هائلة انتهي مباشرة بانتهاء التتويج، وأصبح في خبر كان، ولم أجد شخصيا من يهنئني من الوجوه الأدبية الكبيرة إلا من كانوا حاضرين ساعتها لحظة التتويج، وإن كنت لا أنكر أيضا أنني هنأت من طرف العديدين واتصل بي عدد كبير من المشاركين وعبروا لي عن امتنانهم لفوزي بل ذهب بعضهم إلى القول أنه لم يحضر خوفا من أن يتوج شخص لا يستحق هذا التتويج.
وبخصوص من يرتاح له من اللجنة التي اختارته مع الجمهور، يبين محمد نوح أن اللجنة بكل أفرادها كانت قريبة إلى قلبه وأضافت بالنسبة له الكثير إلى القاموس النقدي للأدب الحساني مضيفا أنه معجب بالأستاذ ون ولد خرشف.
وتعليقا على الأحداث السياسية التي تعيشها موريتانيا خيرنا ضيفنا في اختيار أحد الطرفين ليكون إلى جانبه فاختار موريتانيا قائلا: "أنا من الذين يؤمنون أن الأدب لا يجب أن يوظف إلا في خدمة الصالح العام وموريتانيا بلد يستحق علينا جميعا أن نضحي من أجله وأن نبذل قصارى جهدنا في إرضائه دون اهتمام بما يصدر عن الآخرين جراء تخندقنا إلى جانب الوطن.
فرح بالفوز.. وسعادة بمشاركة بعض الفنانين..
ردا على سؤال بخصوص شعوره لحظة الفوز والطريقة التي تعامل بها مع الفنانين الذين كانوا حاضرين لحظة تتويجه قال محمد نوح ولد محمد فاضل: "جميل جدا أن تستطيع منح أكبر عدد من الناس هذه الفرحة العارمة، وهذا اللقب الذي أهديه إلى الشعب الموريتاني الذي طال انتظاره لنهضة أدبية كهذه، تصقل المواهب وتزيل الرين عن جمال الأدب الحساني الذي ظل لفترة طويلة يحن إلى عصر إبداع جديد يعيد له نقاوته ورونقه في عصره الذهبي الذي كان مشربا ومرتعا نهل منه الأدباء والمثقفون مئات السنين،- وأضاف - لقد بشرت هذه المدرسة النقدية التي أسس لها ولد المعلى، ومحمد ولد الميداح، وأدو، وولد خرشف بتطوير الأدب الحساني تمشيا مع مبدأ الموائمة بين الأصالة والمعاصرة، وبخصوص من حضر من الفنانين فقد ذهلت لمستوى التعامل اللبق الذي قوبلت به من طرف كل من علية بنت أعمر تشيت، وصديقه بنت اعمر تشيت، وكمبان بنت اعل وركان، وعتاق ولد السيد، حيث كانت وقفتهم التشجيعية مميزة بالنسبة لي، وقد التقيت بالفنانة علية بنت اعمر تشيت لسابق معرفة ولأن لدي عنوانها وأنا لا أمانع في لقاء أي فنان أو فنانة أخرى.
المشاريع المستقبلية وحديث عن الفئوية..
ضيفنا تحدث عن مشاريعه المستقبلية قائلا:" التقيت بعدد كبير من الشعراء الذين شاركوا في برنامج "البداع" خاصة من تميزوا فيه واتفقنا جميعا على أن نكون ناديا خاصا بالأدب الحساني وهو مشروع سيرى النور في القريب العاجل.
وحول ما أثير من لغط بخصوص قيمة الجائزة التي تأكد الجميع أنها- أي السيارة صينية الصنع وليست بذات القيمة التي كان الجميع يتصورها- أوضح ولد محمد فاضل أن هذه السيارة تعني بالنسبة له الكثير، ولو دفعت لي مئات الملايين للتنازل عنها ـ يقول- لن أفعل ذلك لأنها ترمز بالنسبة لي للكثير وقيمتها المعنوية تفوق كل شيء.
محمد نوح ولد محمد فاضل قال في الأخير ما زلت إلى هذه اللحظة أستحضر بعض الكلمات التي رافقتني لمدة طويلة مثل قول زميلي يحيى ولد ميمين "إن شاركت في هذا البرنامج فستحصل على السيارة وسأركب إلى جانبك فيها، وما كانت تردده أختي عائشة بنت القلة التي كانت تردد دائما "يا رب حول بيني أمع تلفون شنقيتل" كما أنني استبشرت خيرا خاصة في الحلقة الخاصة ب"لكطاع" والتي اخترت فيها "السيارة والجمل"، ما جعلني أحس أن ثمة شيء يدفعني للتأكد من أنني الفائز إنشاء الله.
وتحدث ولد محمد فاضل عن الجهوية قائلا:" يؤسفني أن بعض الناس يتصور أن فوز شخص يعني انتصار قبيلته على بقية القبائل الأخرى التي تشارك ببعض أبنائها وهو أمر لا أتمني أن يكون ديدن الموريتانيين مستقبلا وأنا شخصيا أرفض الجهوية وأؤمن بأن فوزي أو فوز أي شخص آخر لا يجب أن يوظف إلا في خدمة موريتانيا.
وفي كلمته الأخيرة قال محمد نوح ولد محمد فاضل أن برنامج البداع استطاع أن يصحح الكثير من المفاهيم في الأدب الحساني وأضاف مصطلحات جديدة لقاموسه النقدي وقال أشكر التلفزة الوطنية على هذا البرنامج وكذلك مخرج البرنامج اسلم ولد تاج الدين ولجنة التحكيم كما أشكر كل من صوت لي من الموريتانيين في الداخل والخارج خاصة في المملكة العربية السعودية.
أجرى المقابلة: بون ولد أميده
تاريخ الإضافة: 07-10-2008 15:15:17 |
القراءة رقم : 2914 |